هذا النص هدية مني الى الابوة المحرومة من الكلم الطيب والعرفان بالجميل في زمن طغى عليه الجحود والانانية
الى الاباء الذين اهترأوا من اجل بنيهم وحفوا في سبيل فلذات اكبادهم غير مكترثين ببرد الشتاء القارس وغير عابئين بلظى الصيف الحارق متجاهلين ذواتهم التي لا يرونها الا في اولادهم وبناتهم يلقنوننا بكل عفوية ملحمة الوجود العطاء:
يا أبي انت أماني
ونسيم في كياني
انت درع يرتديني
فيقيني من زماني
كل يوم تفتديني
انت صدر جد حاني
* * *
لست انسى منك كدحا
في شتاء جد قاس
تغتدي والليل داج
وتعود في الاماسي
حاملا خبزا رقيقا
كي يبيت البطن كاسي
* * *
بالاصابع كم شقوق
لا نرى منها التئاما
لا نرى منك شكاة
بل حبورا وابتساما
و الحقيقة ان يوما
من عنائك فاق عاما
* * *
واذا ما العيد اقبل
اقتنيت لنا لباسا
ونسيت الذات حتى
لم تكن في الناس ناسا
ترتدي أدنى ثياب
لا ترى في ذاك باسا
* * *
و اذا ما جاء يوم
و مضينا للدراسه
و أتيناه مساء
وهو يعرفنا فراسه
نفض الجيب مليا
انقدوا الكتبي ماسه
* * *
واذا ما حم منا
واحد جلب الدواء
و تراه يتلظى
لا يلذ له عشاء
لا يذوق النوم حتى
يستجيب له الشفاء
* * *
هل رأيتم مثل درعي
يا اولي الالباب قولوا
لابي حب مكين
لا يحول ولا يزول
فلتصن يا رب درعي
والفؤاد له حمول
بريشتي رضا عياد من تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق