تبكي الطفولةُ في مهدِ السلامِ
وصدى بكائها أوجعَ السماءَ
واهتزت لهول مصابها أصقاعُ الأرضْ
عيونٌ بريئةٌ أدمى مُقلَها الحزنُ
ولفحت وجوهها الجميلةَ نارُ الحربِ
وعصفت بقلوبها البريئةِ رياحُ الحقدْ
سلامٌ وألفُ سلامٍ يُبعث لها
من قلوبٍ نذرت دماءها قرباناً
لوطنٍ عزيزٍ فاقت هامته
حدودَ الشمسْ .
وكسرت هيبةَ عدوٍ
ماعرفَ يوماً للسلامٍ دربْ
وما ارتضت يوماً الذلَ والهوانَ
ولا وهنت لإرادتها عزمْ .
سلامٌ .. لملائكةٍ هجرت أرضها
هرباً من بطشِ عدوٍ غاشمٍ
غادرٍ لا يصونُ وعداً
ولا يراعي عرفاً ولا أقامَ يوماً
لحقوقٍ وزناً ولا للإنسانية عرشْ
ولاحفظَ عهدَ الله ولا راعى
وداً ولا سنةً لعبدْ .
فاحتمت بخيمةِ الإنسانيةِ
طلباً للسلمِ فلا نالت عوناً ولا
حطَ طائرُ السلامِ لها بأرضْ
فرت من مكانٍ لمكانٍ
فلم تحظ بأمنٍ ولا عرفت
جفونُها طعمَ النومْ .
ولا نالت زاداً ولا ارتوت
من نبعِ الحبِْ
وما عرفت طريقاً للسلامِ
منذُ أن اجتاحَ وطنهم
أولادُ الأفاعي وشذاذُ الآفاقٍ
فملأت أشلاؤهم الطاهرةُ
الأرجاءَ وأغرقَ نهرُ
دماءهم الأرضْ .
وهوى طائرُ السلامِ
صريعاً من بطشِ أعداءِ
وخيانةِ إخوة ونارِ الغدرْ .
سلامٌ لهم وألفُ سلامٍ ..
فمن صبرِ رجالٍ أبطالٍ
تُحطم الأغلالُ ويفكُ العزمُ القيدْ
ومن رحمِ المعاناةِ يولدُ النصرُ
ويُزف للمجدِ والتاريخِ
من أوقدَ شعلةَ الحريةِ
ورفعَ رايةَ الحقِ ووقف أبياً
في وجهِ الظلمِ والبغيْ .
* * * * * * * * *
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق