أقف على مشارف خريف عمري. داهمتني قراصنة الشيخوخة وغزت مراكبها موانئي كما غزت شياطين الإرهاب موانئ الوطن الحبيب وحطمت الأمواج العاتية مخازن ذاكرتي كما حطمت أمواج الغزاة الظلاميين مخازن الأمن والسلام على ارض المحبة والكرامة. وفي لحظة صمت هزتني رياح الذاكرة كما هرت راية النصر الصامدة على قمة قاسيون وجبل الشيخ الذي أصبح راسي كراسه في فصل الشتاء ودفعتني إلى مرابع الشباب وساحات النضال والكفاح. وابتسمت الشمس من وراء الغيم الأسود وامتلا القلب بتر ياق الحب والحنين لتراب الجولان والسهر على حدوده دفاعا عن هضابه ووديانه. فعدت الملم شتات ذاكرتي واقلب صفحات دفاتري العتيقة علني أجد فيها ما ينسيني جرائم الإرهاب على أرض الوطن في هذا الزمن الرديء فأخذتني ذاكرتي إلى عام(١٩٦٣ ) وبعد تدريب قاس ومجهد تم تكليفي بقيادة دورية ليلية تدخل إلى عمق العدو الصهيوني على الضفة الغربية لنهر إلاردن للاستطلاع
بدأنا المسير مساء. الهواء شباطي بارد قارص. السحب تغطي وجه السماء وتخفي خلفها نور القمر والنجوم. الطريق وعرة معتمة.عبرنا زحفا جسر بنات يعقوب الرقيب احمد اولا وانا ثانيا ومن ثم معروف وعلي وأنطون وبعد مسير قصير سمعنا حفيف تحرك عربة قادمة من الجنوب الغربي. اختبانا في دغل تغطيه شجرة صبار كثيفة الأوراق. كان الهدوء مسيطرا ومن وراء الواح الصبار نراقب والنظر محدود والاعتماد على السمع وتقدير الموقف وبعد انتظار قاس ومقلق أضاء مصباح الطريق فتراءى لنا راس شبح يتبعه آخر وآلية تسير ببطء وفجأة انهمر رصاصنا من بين أوراق الصبار سقط رأس الشبح ولمع الوهج الأحمر وأضيئت الارض وانصب جحيم الرشاش من العربة المرافقة لدورية العدو وأنصبت حمم قذائف الهاون على الدورية التي حطمت قذيفة آر بي جي التي أطلقها المجند معروف آلية العدو وتم انسحابنا من حيث أتينا تحت حماية نيران الصديق من الضفة الشرقية لنهر الاردن الذي أعاق تقدم قوات العدو الصهيوني ومنعها من التدخل في الوقت المناسب وتحول ورق الصبار إلى أوراق من حرير واهتزت الأرض واختفت الأشباح وكانت هذه أول مواجهة لي مع عدو لم أرى وجهه
وهكذا ستهتز الأرض وتبتلع أشباح شياطين الإرهاب والإرهابيين
وتنتصر على العدو الصهيوني ويعود الجولان إلى حضن الوطن الحبيب وترفرف راية الأمن والحرية والحق على ربوعه بجهود وبطولات جيشنا الحر وايمانه بسورية وشعبها الأبي
جرجس لفلوف سوريةأحلى الذكريات....
أقف على مشارف خريف عمري. داهمتني قراصنة الشيخوخة وغزت مراكبها موانئي كما غزت شياطين الإرهاب موانئ الوطن الحبيب وحطمت الأمواج العاتية مخازن ذاكرتي كما حطمت أمواج الغزاة الظلاميين مخازن الأمن والسلام على ارض المحبة والكرامة. وفي لحظة صمت هزتني رياح الذاكرة كما هرت راية النصر الصامدة على قمة قاسيون وجبل الشيخ الذي أصبح راسي كراسه في فصل الشتاء ودفعتني إلى مرابع الشباب وساحات النضال والكفاح. وابتسمت الشمس من وراء الغيم الأسود وامتلا القلب بتر ياق الحب والحنين لتراب الجولان والسهر على حدوده دفاعا عن هضابه ووديانه. فعدت الملم شتات ذاكرتي واقلب صفحات دفاتري العتيقة علني أجد فيها ما ينسيني جرائم الإرهاب على أرض الوطن في هذا الزمن الرديء فأخذتني ذاكرتي إلى عام(١٩٦٣ ) وبعد تدريب قاس ومجهد تم تكليفي بقيادة دورية ليلية تدخل إلى عمق العدو الصهيوني على الضفة الغربية لنهر إلاردن للاستطلاع
بدأنا المسير مساء. الهواء شباطي بارد قارص. السحب تغطي وجه السماء وتخفي خلفها نور القمر والنجوم. الطريق وعرة معتمة.عبرنا زحفا جسر بنات يعقوب الرقيب احمد اولا وانا ثانيا ومن ثم معروف وعلي وأنطون وبعد مسير قصير سمعنا حفيف تحرك عربة قادمة من الجنوب الغربي. اختبانا في دغل تغطيه شجرة صبار كثيفة الأوراق. كان الهدوء مسيطرا ومن وراء الواح الصبار نراقب والنظر محدود والاعتماد على السمع وتقدير الموقف وبعد انتظار قاس ومقلق أضاء مصباح الطريق فتراءى لنا راس شبح يتبعه آخر وآلية تسير ببطء وفجأة انهمر رصاصنا من بين أوراق الصبار سقط رأس الشبح ولمع الوهج الأحمر وأضيئت الارض وانصب جحيم الرشاش من العربة المرافقة لدورية العدو وأنصبت حمم قذائف الهاون على الدورية التي حطمت قذيفة آر بي جي التي أطلقها المجند معروف آلية العدو وتم انسحابنا من حيث أتينا تحت حماية نيران الصديق من الضفة الشرقية لنهر الاردن الذي أعاق تقدم قوات العدو الصهيوني ومنعها من التدخل في الوقت المناسب وتحول ورق الصبار إلى أوراق من حرير واهتزت الأرض واختفت الأشباح وكانت هذه أول مواجهة لي مع عدو لم أرى وجهه
وهكذا ستهتز الأرض وتبتلع أشباح شياطين الإرهاب والإرهابيين
وتنتصر على العدو الصهيوني ويعود الجولان إلى حضن الوطن الحبيب وترفرف راية الأمن والحرية والحق على ربوعه بجهود وبطولات جيشنا الحر وايمانه بسورية وشعبها الأبي
جرجس لفلوف سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق