(﴿#الوفاء #بالعهد﴾)
في جو ريفي مع زغزغة العصافير وصوت نسمات الفجر وهي تحرك الأشجار
يستيقظ الفلاح وكله همة ونشاط
يتوضأ للصلاة ويبدأ في ترتيل القرآن الكريم
مع صوته الشجي وأحياناً كثيرة كان يقضي جل
صلاته بالبكاء والتضرع إلي الله سبحانه وتعالى
أن يجعله بارا بوالديه واهله.
يخرج الفلاح وهو يطوي الطريق طيا ويسرع
إلي أن يصل لأرضه
وهو يحاول أن يعمل ويعمل إلي أن يتعب
ومن ثم يجلس للاسترخاء قليلاً تحت ظل
إحدي الأشجار المثمرة الظليلة.
وقد إستلقي علي ظهره وهو واضعا يديه الإثنتين خلف رأسه
في لحظة تأمل وسكون
قدوم فتاة جميلة جداً ذات جمال يخلب العقول
تسير الهوينا بإتجاه الفلاح .
إعتدل الفلاح في جلسته حالما شعر بقدوم الفتاة
لقد قدم معها كلبها الوفي الذي لا يفارقها لحظة
واحده
تبسمت الفتاة وإقتربت من الفلاح وقد قبلته
علي جبينه
تبسم الفلاح وقد تناول الطعام من يد الفتاة
وأمر الفتاة أن تجلس بقربه وقد فعلت
أخرج الطعام وإقتسمه مع الفتاة
جلست بهدوء وهي تراقب والدها بحب
أطعمها بيده وهو يتبسم
وهي تأكل علي إستحياء
وقد إستأذنت والدها بالعودة للبيت
وقد وقفت وودعت والدها بكل حب ومودة
نظرات الوالد خلفها بكل حب وألفة
إلي أن إبتعدت رويداً رويداً
وقد عاد الفلاح إلي عمله إلي أن قاربت الشمس
علي الغروب .
في بيت الفلاح.
كان لديه والدان مسنان وكان هو المسؤول
عنهم وهو من يوفر لهم كل متطلبات الحياة
ولايدخر وسعا إلا وبذله في سبيل سعادتهم
وكان نعم الولد البار بوالديه واهله
كل معني الطيبه والحنان والعطاء تكمن في
وجود والديه في بيته.
دوام الحال من المحال كما يقولون
والوضع لايبقي علي نفس الحال
كل يوم تتبدل الأحوال وتتغير الظروف
خرج الفلاح في يوم من الأيام كعادته في
كل يوم ولكن لم يكن علي مايرام فلقد كان
يطيل النظر لوالديه
وينظر بإتجاه إبنته وعيونه مليئة بالدموع
وقد خرج وهو سارح في ملكوت الله
وقد جلس بقرب الشجرة المثمرة الظليلة
وقد إتكأ عليها وهو يفكر ويفكر ويفكر
وقد إقتربت منه أفعي تسير ببطء وقد كانت
تتسلق الشجرة
وقد إقتربت منه الأفعي ولدغته
علي حين غفلة منه
وقد عاني وتألم وسقط علي الأرض يتنفس
بصعوبة بالغة
وحالته الصحية متدهورة جدا
قدمت إلية إبنته في نفس تلك اللحظة
وقد إقتربت منه وحاولت قدر الإمكان نزع
السم من يده التي لدغتها الأفعي
محاولات إخراج السم وقد نال منها التعب مأخذه
الوالد ينظر إليها بعيون دامعه
وبنفس متقطع متحشرج
وهو يجرأنفاسه بصعوبة بالغة
وقد أوصاها بوالديه خيراً
وقد فارق الحياة
بين دموع وزفرات وحسرات
وقد أخذت بنت الفلاح عهداً علي نفسها أن
لاتقصر في الوفاء بالعهد
ودمتم سالمين
قصة قصيرة بعنوان الوفاء بالعهد
بقلمي المتواضع
دلال مشاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق