يأخذ مفهوم الحضارة مكانته في أفق كتابات الذين حاولوا فهم ما يقع من وقع لما نسمع هذا المفهوم يتداول عند المفكرين عبر التاريخ الإنساني مما يوحي لنا نحن العرب بتساؤل له شرعيته بحكم إنتمائنا إلى ما يسمى الوطن العربي
هذا التساؤل يطرح بشكل صريح دون إعتبار لأي واحد ممن ينامون شرعا الأمة العربية
وماذا قدمنا نحن العرب للحضارة بإعتبارها إنتاج إنساني لا تحتويه أمة أو دولة أو قارة ما بحجة إننا تستفيد من منتجاتها الروحية والمادية .
أولا الروحية سلوكيات تظهر تجليات التحضر كإحترام الوقت وهو أداة ممارسة أفعالنا الحضارية تقسيم العمل ومنهجية الإنسان في التكيف مع مستجدات العلوم
ثانيا المادية وهي مظاهر التطور من أشكال البنايات،والمصانع والمنتزهات وما إلى ذلك من منتجات الحضارة التي لا يمكن سردها في هذا الحيز من مقالنا ....
لنعود إلى سؤالنا المحوري،ماذا قدمنا كأمة للحضارة ؟
إن تكديس،منتجات الحضارة اليوم لا يعد تحضرا إن ناطحات السحاب التي تقبع على صحرائنا الواسعة لا تعد مشاركة في البناء الحضاري حتى امهر المهندسين العرب لم يشاركوا في وضع حتى مخطط حديقة واحد تحيط بناطحة واحدة ناهيك عن لاواحق البناء الذي نتغنى به في صحراء كانت فيما مضى نسيا منسيا لولا كرم الله عليها بثروة نفطية كانت أساس الحضارة اليوم فأصبحت آبارا للدولارات التي لم تجد نهجها الحقيقي وهو الإنسان ماذا يعني هذا ؟
إن خلو الثروة من أهداف حضارية تؤسس لإنسان مابعد البترول لم يفكر فيه إلى هذه اللحظة التي تفيض قريحتي بقراءة لمستقبل الأمة وتساؤلات عديدة منها ماذا تركنا للأجيال القادمة ونحن تستهلك خيراتها اليوم بطريقة عبثية ؟
أما هي المعيقات التي ستواجهها أجيالنا مستقبلا ؟
وماذا أمنا لها في الغد الذي ينتظرها في عالم لا يملك من قيم الحضارة كالرحمة والتسامح و السلام أي بصيص امل
إن الرمال التي كانت مجرد إلهام للشاعر بالأمس لم تعنه إلا للحفاظ على قافية وتصريح يزين به قصيدة غزل او رثاء لحاله وما يكابدة من عزلة وإستلاب وأمدت حفيده اليوم بثروة من النفط الذي جلس عليه الشاعر غائبا في وصف عشيقته غير أن حفيدة لم يستوعب الدرس جيدا،وهو يحاول إستيراد منتجات حضارة غيره ليشعر نفسه بالتفوق والتقدم
بصحيح القول لم نستطع بناء رؤية جديدة كيف نشارك وفي نفس الوقت نضع لبنة واحدة لبناء حضارة تملك بصمة عربية أو على الأقل نشارك الإنسانية صنيعها.....
رمال تتطاير من نفطنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق