صباحُ الجمالِ
لِمن للجمالِ عناوينُهُ
والمثال
تَبسَّمَ جوريُّ روضتِنا
وانحنى السعفُ داعبَ أغصانَ زيتونةٍ
والعصافيرُ ضجَّت بتغريدها
حين قالت عبارتها (عزَّةٌ)
ثم غنَّتْه فيروزُ
عندَ الصباح :
صباح الجمال
على إثرها لَفَّ (دايرُ ماءِ سميرٍ )(١)
سُوَيْراتِهِ حين شنَّفَ أسماعَهُ
صوتُها
فتراقصَ أعلى من الموجِ
(خُشْنِيَّهُ) (٢)
والنوارسُ من شاهقٍ السدِّ
مثلَ السهامِ هوتْ نحوه
كلُّ هذا جرى
ظرفَ ثانيةٍ والمسافةُ ما بيننا
زمنٌ لسنينٍ طوال
وأميال ليستْ تُعَدُّ وتُحْصى
تَجَلّى عليَّ محياكِ
تحضنُ كلي هالاتُه
وتتركُ قلبي يخفقُ من حسنِكِ
السومري
ذي مرابعُنا لم يعدْ لملامحِها
أثرٌ
كلُّ شيءٍ تغيَّر
المعاني التي قد درجْنا عليها
لسبعةِ آلاف عامٍ
قد اجتُثَّ مضمونُها مثلما اقتُلِعتْ
باسقاتُ النخيل
كلُّ شيءٍ تغيَّرَ
لكنْ هوانا بكلِّ المعاني العريقة
تَشبَّثَ حتى ولو كان من أجلهِ
قَتْلُنا
سيظلُّ النقاءُ وساماً لارواحِنا
ألم نلتقِ تحتَ ظلٍّ صنوبرةٍ
عندَ ( شحات )
حين دعتنا وقالت :
تعالا أحبُّ حديثَكما تحت ظلّي
حبيبةُ روحي (عزةُ )
ُمن (سوسةٍ )
صعدتْ كقطاةٍ إليَّ
تبدَّى العبيرُ الطبيعي
من انفاسها
كعبيرِ القرنفل وحين جلسنا :
نجدد عقدين كنا افترقنا
بها
تاجج شوقٌ قديمٌ لناظرها
فأطلُتُ التأمُّلَ
بين سوادِهما لأرى
عنفوانَ صبانا
ومهما تقادمَ عهدٌ بنا
لن يُغَيَّرَ كرُّ الزمانِ إلى أبد الآبدين
شريعتنا وتقاليدنا
د. محفوظ فرج المدلل
مدينة شحات / ليبيا
١- داير ماء سمير : هو أحدى سَوُرات دجلة وتقع بالقرب من أول باب شرقي من أبواب (سدة سامراء ) نتيجة اختناق الماء المتدفق بسرعة كبيرة مما يتسبب بِسَوُرةِ قوية تسمى في الدارجة ( داير سمير )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق