الأحد، 21 يوليو 2024

سجن بلا قضبان بقلم سهى زهرالدين

(سجن بلا قضبان )

حين تسللت الشمس نحوها وانغمست في دفء كوبها المتغاوي كما كل صباح ...جالستها بصمت بحرارة عالية شعرت بها عندما تعرقت أناملها بحب ...
أخذت هاتفها ..جالت في أماكنها المقدسة ..فشعرت بقشعريرة تسري عند زوايا رمشها ...
رنين متقطع كأنفاسها ..
بصوت ..حازم فضحته دلال رنته الخجوله ..
ألووو..
نعم ...ربما ...حسنا" ...
أغلقت أحلامها ..وانكبت تهيم بنظرها إلى فضاء كم يشبهها ...تمرد ثغرها ..تساقطت بقايا شعرها المخنوق عند أعالي رأسها .....
أنهت زينتها... قليل من الورد على خديها ..وأخفت بقايا الليل بقليل من بودرة أنعشت الظلام حول عينيها ..
عندما وصلت للمحكمة ...كم كرهت بوابتها شعرت بأنها ستدخل سجنا" ..مع العلم بأنها ستخرج من سجن أكبر..
دخلت قاعة كبيرة كم كانت ضيقه على أنفاسها ..سارت ..جلست ...لم تستطع سماع شيء ..وكأنما أذناها تخلتا عنها في هذا الوقت ..
تنحنت ..
سألها القاضي ...هل أنت مصرة على الطلاق ...
قبل أن تفتح فمها لتعيد الروح لمجد أحلامها . 
شعرت بأجنحة بدأت تنبت عند أطراف آمالها ..
بخجل ..مجبول بدمع صبا ...
قالت: .................. نعم
هدوء ...ربما ضجيج ...ربما عويل ..
روحها ما عادت تنتحب قربها ..
أتاها صوت ...قريب كم كان بعيدا" ..
أنت طالق ...
كآلة تحولت إلى عصفور ..
خرجت مهرولة نحو اللاوجود ...
كل ما تحمله في حقيبتها . .
سوار تقطع كان يزعجها ..
وبقايا سجائر كانت تخنقها ...
خرجت ...غابت ..أعتقد بانها طارت ...
واختفت ....
ولم يبق منها سوى قارورة عطر قرب فنجانها المدلل ..

                   سهى زهرالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أعلم حاجتك بقلم عبدالعزيز دغيش

أعلم حاجتك .. أشعر بأناتك أتحسس طيلة وقتي أوتارك على شدة عزف تضرب أوتار القلب وأعشاره أراقص ظلك وخيالك أُرْجِعُها كل ليلٍ حين تداعبُ خيالي و...