الاثنين، 15 يوليو 2024

رماد على جلد الأيام بقلم سناء شمة

 ((  رمادٌ على جلدِ الأيام  ))


كَلكَلَ الليلُ على غاباتِ سكوني 

تدثّرتُ بقميصِ أوجاعي 

والجفن يسلبُني شغاف النُعاسِ.

أحاورُه بدمعٍ يُبلِّلُ الأهداب

لِمَ الزمانُ عَصفَ بقافلتي؟

يميطُ اللثامَ عن أوجهِ الحِداد 

فأرداني من فوهةِ قاس.

أفنيتُ عمري كَظلِّ أفنان 

يَنعسُ تحتَ عروشِها

ما حسبتُهم أحباب 

وروحي كَنقاءِ نسائم 

يهرعُ إليها جموعُ الناسِ.

حتى تَشمّعتْ أوصالي

واشتكى الحرف من القرطاس.

في مهرجانِ العشقِ هُم كالسَرايا 

ينهبونَ الشِعرَ من مُجَلّدِ الأشواق ، ثُمّ بِفتيلةِ الكذبِ يَحلّوا العذاب. 

أسألكم أيها المارّون

على سوق الهوى

أ رأيتم كيفَ يموتُ صباه

وبين جفنيّ الأسى خوار

يحرقُ تابوتَ العشقِ بِخَنّاس .

هذي القلوب عائمةٌ على أمواجِ السَراب

يتبعونَ غجريةَ الشاطئ 

تصفّفُ الأحجارَ بأكاذيب

تمدُّ خيطَ عنكبوت على عنقِ الأقدار

ينزاحُ منها شريان البراءة 

ويتشعّثُ الآخرون بغبارِ الأسرار

هكذا تقوقعَ الهوى حسيرا

كأكذوبةِ الغجريةِ تخنقُه الأوتاد. 

حتى أفلَتْ فصولي في نصفِ محراب.

ليتني صبيّةٌ تحلو جدائلها 

وحولي صويحبات الدار 

ومافَرَطتُ عقدَ لآلئي

في بورٍ يحبسُ الأنفاس

أتَنشّقُ الترابَ في كلّ فجيعةٍ

كأنّ النَجمَ علامةُ وحدتي

أصهرُها بِنافِلة من صومٍ وصلاة

سربُ الحمامِ هاجرَ موطني 

على نحيبٍ وصدأةِ أجراس.

ياشيبةً تمخّضَ عن ذراريها

سنابل من عجافِ يوسف

ذَرّتْ رماداً على جلدِ الأيام.

أيها العشق السقيم

هاكَ أعوامي الباقيات 

وهَبْ لي نبضاً من أوردةٍ بيضاء

لايمَسّني سوءٌ أو يمتطي في أثري أشباه الفؤاد .


بقلمي / سناء شمه

العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

حديثها الندى بقلم نادي علي حسن

  حديثها الندى وحديثها كان الندى طاف الفيا .....في،هدهد الروح الكليلة جنبي كان الشذا جاب الدروب المظلما ...ت ،حديث فيها العذب،أغنى قلبي تغري...