يا زمانا للرّذيلةفيه
رموز قصور و معالمُ
العهر شاعت منابره
نهيق نعيق شتائمُ
فَسَما الوضيع رافعا قامته
و أُهين منّا المفكّر و العالِمُ
على الكرسيّ تكالبت شرذمة
لصّ جاهل أحمق و ظالمُ
نَكَّلُوا بالمَهيب و الشّريف
فتزعّمت الأمّة البهائمُ
أَمَ افتضّوا بكارة عروبتنا
و أُقيمت للأخلاق مآتمُ
في غزّة تُبادُ قرًى بأكملها
و تبكي على أنقاذها الحمائمُ
و الأمّة وُجوهٌ مسلوبٌ حياؤها
همّها المال المعازف و المعازمُ
كيف أضحى للجبان تاريخ
بطولات أساطير و ملاحمُ
لا تأمنّن للخسيس جانبا
قد تصغر من نذالته العظائمُ
الغدر فيه راسخ متأصّل
حقير تهون عنده المكارم
صَفِيُّ الشيطان الحقد تملّكه
فكلّ أقواله هَذْيٌ و مزاعمُ
سليل الثّعابين إن أتاك مُتلوّيا
يتحيّن لِلَدْغِك وقتا يُلائمُ
بربّك متى كان للثّعابين عهد
و كلّ الدّواب لها غنائمُ
إن رُمْتَ خيرا فاعتزل
قوما أفضلهم عن الحقّ نائمُ
و عُدْ إلى ربّك ما دُمت حيّا
فربّك وحده الباقي و الدّائمُ
إن قلت ربي قال لبّيك عبدي
فهل بغير الله تُراك سالمُ
هذا الزّمان زمان البليّة
لا يسلم فيه إلا التّائب النّادمُ
فَعِشْ ما حييت وكن مُتَيَقِّنا
بأنّ الموت دائما حولك حائمُ
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق