كانت في مستهل ربيع عمرها حين عرض عليها الزواج من شاب يسكن بالقرب من المسكن الذي تقطنه في قرية تقع في جنوب مصر تحكمها العادات والتقاليد وما يرغبه الناس وليس ما تصبو للوصول إليه وكالعادة للتخلص من جدران منزل أهلها رغم يسر حالهم فوالدها كان إداري فني في أحد الدوائر الحكومية وهو الموظف في منطقة غالبية أبنائها يعملون في قطاع الزراعة هرعت للموافقة على هذا الشاب لتصدم بواقع طعمه أمر مما كانت تعيشه فلم يستمر زواجها سوى ستة أشهر لتعود تجر أذيال الخيبة إلى بيت أهلها ...
مضت الأيام سريعا لتعيد نفس تجربة الزواج الفاشلة ولكن هذه المرة لم تعود وحدها وإنما عادت ومعها ثلاثة أطفال مما جعلها تفكر في البحث عن مصدر رزق خاص بها حتى تستطيع الإنفاق على نفسها وعلى أطفالها فما تتحصل عليه من والدهم لم يكفي نفقاتهم في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار ففتحت محل لبيع الملابس وهو باب الرزق الثاني الأكثر رواجا في قريتها ونجحت واستطاعت تكوين ثروة كبيرة بالإضافة إلى ما معها من مصوغات ذهبية من زواجتيها السابقتين وهنا يبدأ فصل جديد في قصة حياتها بل هو الفصل الأكثر تشويقا وإثارة على الرغم من كونه الفصل الأخير....
بعد إن ازدادت ثروتها و مفاتنها بعد إن وصلت للعقد الثالث من عمرها تعرفت على شاب يمتهن التدريس وأعمال حرة أخرى تدر عليه المال رغم إنها غير مشروعة ويتمتع بالوسامة ومثلها سبق له الفشل في الحياة الزوجية ولديه طفلان من زوجة تفوقها جمالا ولكن عدم قدرتها على إبعاد زوجها عن تعاطي المواد المخدرة بكافة أنواعها رغم عمله كمدرس جعلها تختار الانفصال عن استمرار الحياة معه
تزوجت ام جنى وهذا كان اسمها الذي اطلقته على محل الملابس واشتهرت به بين الجميع من هذا المدرس وكان الاتفاق أن يظل الزواج سريا لا يعلمه سوى أهلها حتى لا يصل الخبر إلى طليقها والد أبنائها فيأخذهم منها دون التقيد لاحكام قانون أو غيره وتم الزواج واختاروا مسكن بعيد عن القرية مضت الأيام سريعا ودبت الخلافات بينهما بعد حوالي سبعة أشهر من الزواج استطاع خلالها الحصول على أموال طائلة منها وكانت قد أغلقت متجر الملابس أملا في الحفاظ على زواجها الجديد ولم يبقى لها مصدر للرزق تم الطلاق وهنا انكشف أمر زواجها منه فهي لم ترغب في الطلاق هذه المرة وأخذت تنشر صور تجمعهم على مواقع التواصل الاجتماعي تحتها دعوات وعبارت حب ورومانسيه تحثه لعودة الحياة بينهما ولكنه لم يلقي لها بالا فذهبت إلى محل سكنه بالقرية وأخذت تصيح بأعلى صوتها بأنها ترفض الانفصال وترغب في العودة إليه فحبه قد تملك قلبها وأخذ منه مأخذ كبير حتى إنها كانت تصيح بأنها يمكنها أن تتخلى عن أبنائها ولا تتحمل تركه وكأنها خلعت ثوب الحياء وضربت بعادات وتقاليد الحياة في القرية عرض الحائط على الرغم من كل ذلك رفض العودة إليها وصمم على الانفصال مما جعلها تدخل في حالة اكتئاب وترفض تناول الطعام لعدة أيام متواصلة ففقدت حياتها في ريعان الشباب مخلفة ورائها أطفالها الثلاثة والعديد من علامات الاستفهام حول حقيقة سبب وفاتها فالبعض فسره على إنه تم بطريقة جنائية وأن ما تداول عن رفضها الطعام ما هو إلا غطاء لحقيقة ما حدث بالفعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق