وراهبة بدير عيسى زنارها مشدود شدا
خمارها يخفي لشام وعلى الخدين وردا
بديمة تسقي الخزامى ويبقى النرجس يشقى
والآس يخجل إن رأى آس يطوف ويذوب شهدا
مرت بظبي بالفلا من أرض توضح قد سعى
يبكي دياره والحمى ومن سهم قوس شردا
لما رأها قد دنت تبدي البشاشة من جوى
ويميل بالنحر الصليب كأنه يرعاها فردا
بفيء قدها لما راض وكإنه بالنجم يهدى
سقته من كف كريم حتى انثنى يختال ودا
وعرجت تلوي الهضاب بناهد كعب مفدى
وتطس الفيافي لا تهاب كأنها ريح وبردا
أهدابها حاكت يماني بذوابل أريام بصرى
وقضت مضاجع لا تقض ولا يقام عليها حدا
قامت بإرداف ثقال وبكشح بكر لا يغذى
كأنه قضيب بان إن ما مشت يشد شدا
وجلست تسقى بطاس وما للنديم منه ملقى
تستنزف الراح بليل نجومه ترعاها وجدا
وتفيض تنهل من صبوح يتيمة ليتها تحسى
تمر بذا الحلق الطري فتترك بالنشوان عهدا
خندريس لا تلام ولا يذم لها كأس معلى
تصعق الغر دوام وتصول ما صالت علندا
بيانها سفر بداية ترمي الملوع إن تعتدى
وتقتل الهائم عشقا فيصبح العشق لحدا
وراهبة الدير تراها وبالنفس قد هاج هواها
تضرب الأقداح مثنى وظبيها ما ظني يحدا
خاطرة من نظم وتأليف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق