الأحد، 4 أغسطس 2024

سيبها و أجري بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة 
سيبها و أجري 
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 
نشأ كطفل مدلل لأسرة صغيرة تستجيب لجميع مطالبه 
فهو الأبن الوحيد الذي سيحمل أسم والده و يرث تلك الثروة الكبيرة بعد وفاته و مع دخوله الجامعة أهداه والده سيارة حديثه و ارتدي أفخم الثياب مما جعله فتي أحلام أي فتاة فهو جواز المرور لهن من مراحل الفقر إلي الثراء الفاحش و الحياة الرغدة لم يلتفت لمحاولات البعض لأستقطابه لفخ الحب فهو علي يقين أن جميعهن يردن أمواله و مع كم المغريات التي يلاقيها بصفة مستمرة من فتيات الجامعة للتقرب إليه قرر أن يقاوم عواطفه الجامحة 
و شهوته المتأججه بالدخول في علاقات نسائيه متعددة بعيدا عن الدراسه و برع في أصطياد السيدات عبر الموبايل و الإنترنت أحيانا و أحيان أخري عن طريق سيارته الفارهة 
و تارة عن طريق اصدقائه و معارفه 
و لكن الأقرب إليه تلك السيدة التي تعرف عليها عبر النت 
والتي تعمل بوظيفه مرموقة و يظهر عليها علامات الثراء 
و هي الأجمل و الأرقي من بين تلك السيدات والفتيات اللاتي أقام علاقات مشبوهه معهن 
بدأءت العلاقه بالحديث عن ظروفها الصعبه ومعاناتها مع زوجها الذي أصابه العجز الجنسي منذ فترة طويلة و تطورت العلاقة إلي لقاءات في السيارات يتبادلان فيها القبلات الساخنه حتي أنتهي بهما الأمر إلي أقامه علاقة كاملة في مقر عملها و داخل مكتبها 
أرتاح إليها خاصة أنها رفيقته و ليس لها علاقة بشخص آخر 
ومع الوقت خشيت من أفتضاح أمرهما وطلبت منه التوقف عن تلك العلاقة الاثمه بمبررات منطقيه بدايه خوفها من الحمل مع عجز زوجها الجنسي و الفضيحة إذا أنكشفت العلاقة . تفهم ظروفها و انسحب في هدوء 
و لكن ظلت أحداث العلاقة بكل تفاصيلها في خياله تطارده في كل لحظه عاني كثيرا لنسيانها و عاد منغمسأ في علاقات مشبوهه لم تعوضه تلك اللحظات الدافئه التي عاشها معها 

مرت سنين و أدرك أن العمر بدأ يتسرب من بين يديه أصبح علي مشارف الأربعين و شعر بالوحدة و الملل من تلك الحياة البوهيمية التي يحياها وقرر اللحاق بالقطار قبل فوات الأوان و بدأ رحلة البحث عن شريكه الحياه 
وفي أحدي رحلاته للخارج لفت نظره مضيفه طيران علي درجه عاليه من الجمال و التناسق و الأناقة تقدم له وجبه خفيفه مع ابتسامه حانيه حركت فيه كل مشاعر العاطفه 
فهي ذات وجه ملائكي برئ 
استجمع شجاعته و انتظرها في المطار عرفها بنفسه 
و طلب أن يتزوجها بعد أن تأكد أنها غير مرتبطه 
لم تستنكر المضيفه طلبه و لم ترحب به و لكنها حددت له موعد يناسب ظروف عملها لمقابله والدها 
و أملت عليه العنوان و رقم الموبايل الخاص بالوالد 
و بعد تحديد موعد الزياره أرتدي أفخم ثيابه و تعطر بأرقي العطور و أستقل سيارته متجها للعنوان 
طرق الباب فتح له الأخ الأصغر وهو شاب تخرج من جامعه خاصه و قاده إلي الصالون 
دخل الوالد الذي ظهرت عليه علامات الشيخوخه و المرض ولكنه مازال محتفظ بجزء من وسامته و هيبته التي تدل علي ثراءه الفاحش 
و دخلت الأم في غايه الأناقة و الجمال ورغم سنها إلا أنها تبدو أصغر بكثير من عمرها الحقيقي 
التقت عيني العريس بالأم وتسمرت قدماه أنها هي تلك السيدة التي قابلها منذ سنوات طويله و دارات بينهما قصة الحب الملتهبه التي مازالت محفورة بداخله 
أرتعشت يديها و هي تسحب يدها من بين يديه تداري الأرتباك الذي ظهر عليها عندما نظرت في عينيه 
جلست أمامه محملقه وكل ثانيه تمر يزداد الأمر صعوبه فهي تتذكر كل لحظه معه و كل الإمكان و كل الاحداث 
هي مازالت تحبه و لكنها أنهت العلاقة حفاظا علي أسرتها 
وهو تجدد الحب بداخله بمجرد أن رأها 
لم يقطع تواصلهما الفكري غير دخول الأبنة بفستان جميل و جمال صارخ ممزوجه بلمسه أثارة شعر بها بمجرد دخولها الصالون و جلوسها بجوار الأم 
بعد أن انتهت جلسه التعارف أتجه بسيارته نحو البحر  
و جلس ينظر إلي أمواج البحر المتلاطمه متأملا في ذهول تلك الصدفه فالأم حبه القديم الذي ظل يعاني منه فترات طويله و مازال بداخله 
و البنت في غايه الجمال و الرقه و الأثارة 
هل سيكمل الزواج بالبنت و يعاني من عودة حبه القديم 
ام يهرب إلي حياته السابقه و يبتعد عن الماضي 
دارت تساؤلات كثيره داخل رأسه خشي أن تكون البنت مثل أمها أو يعود حبه القديم للأم التي ستكون بالقرب منه أكثر من أي وقت مضي 
أدار محرك سيارته عائدأ إلي منزله 
وفي الطريق أتصل به الأب يبلغه برفض عرض الزواج 
لفارق السن 
تنفس الصعداء و لكن في اليوم التالي 
اتصلت به الزوجه و بعد أن سمع صوتها 
اغلق المكالمة و رمي شريحه الموبايل في دورة المياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الشباب والثورة بقلم الطاهر الماجري

.................. الشباب والثورة ................. هل أثور يا ترى؟ لكن الثورة كلمة عريضة دبت إليها الشعارات الزائفة ...غموض وقلق ولكن ليس ا...