الاثنين، 5 أغسطس 2024

ليلة سقوط مقداد بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة 
ليلة أعلان النتيجة (ليلة سقوط مقداد)
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 
أحتشدت الجموع أمام بوابة المدرسة في تلك الليلة التي تسبق أعلان نتيجة الدبلوم الصناعي الكل يرقب في قلق وتوتر . لم يستطع الطلاب و أولياء الأمور الأنتظار للصباح 
واختلطت الهمهمات بين الجماعات المختلفة التي افترشت الأرصفة التي تحيط بالبوابة و سط شائعات عن تزايد نسبة الرسوب و احتمالية أرتفاع تنسيق الجامعات 
الهمهمات تتزايد مع تزايد الوافدين وكأنها مثل أصوات العصافير في الصباح 
الجميع انشغل في مناقشات جانبيه قتلا للوقت الذي يمر ببطء شديد و أحساس الجميع بالملل في إنتظار نسمات الصباح وسط محاولات يأسه للحصول علي النتيجه قبل إعلانها رسميا وكأنها سبق صحفي أو للراحة النفسيه و الضغط العصبي و مر الإنتظار 
أما هو فقد اندس وسط الجموع لمعرفه نتيجة حبيبته 
هل نجحت بتفوق و ستدخل الجامعة ام سينتهي بها المطاف بالحصول علي الدبلوم و الجلوس في المنزل انتظارأ لأبن الحلال الذي سيتزوجها 
المسألة للجميع تعليم ام هو فالموضوع حياة أو موت 
فقد عشقها منذ نعومه اظافره و احبها من كل قلبه 
وصارحها بحبه و عاش معها لحظات الحب الحالمة و المقابلات الخاطفة رغم ظروفه المادية الصعبه التي حالت دون اكمال تعليمه بعد حصوله علي الدبلوم بتفوق 
حينها قرر الالتحاق بسوق العمل حتي يستطيع بناء مستقبله بأسرع وقت ممكن للزواج منها 
مع شروق الشمس أتت مع والدها لمحها في وضوح و كأنها أتت و معها النهار لاحظ قلقها وهي تنظر إليه وقد أصابها الرعب من اقتراب أعلان نتيجة الدبلوم 
دي والدها مبلغ من المال وورقه صغيرة ربما مدون عليها اسمها و رقم جلوسها في يد الحارس من خلف البوابه الذي اختفي في لمح البصر ثم عاد بعد برهه يعلن للوالد نجاح ابنتها بتفوق و بمجموع تعظي ٩٥ % 
طارت الفتاة من الفرح و احتضنت والدها ونظرت إليه بتعالي و كأنها ترسل إليه نظره وداع أو رسالة أنه ليس رجل المرحله القادمه فقد أصبحت في الجامعه و هو الآن ليس كفء لها 
انطلقت بصحبه والدها و هو ينظر إليها و قد زادت جمالا و بهاء عما كانت عليه 
اختلطت عليه مشاعر الحزن و الفرح هو سعيد بنجاحها و لكنه حزين بانتهاء تلك العلاقه التي بني عليها كل حياته القادمه 
ظل جالسا علي الأرض لا يرغب في العوده للمنزل 
حتي بدأ اعلان النتيجه رسميا و بدأ في تتبع الأسماء و.الدرجات التي تذاع عبر ميكرفون المدرسه 
حتي أتي اسمها و لكن النتيجه ٥٩% فقط 
لم يصدق ما سمعه و لمح أحد الأشخاص علي الجانب الآخر من الرصيف يمسك بكشوف النتيجه و يلملم اوراقه 
للرحيل طلب منه معرفه درجه حبيبته 
أكد له انها ٥٩%
أشفق عليها من تلك الصدمه و لكن كانت صدمته اكبر عندما نظرت إليه وهي راحله مع والدها 
لقد كسرت قلبه عندما شعرت أنها دخلت الجامعة 
و لكن في النهايه أيقن أن تلك الليله ليست نتيجه اختبار 
بقدر ما هي شهادة وفاة لحبه لها و كشف عن حقيقتها 
الخادعة 
كان في وهم فاق منه في تلك الليلة 
عاد إلي منزله وبكي بحرقه ربما لشعوره بالرسوب رغم أنه لم يكن معهم في الأمتحان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...