علمتني أمي
أن رياح الجنوب خصبة
وان نخيلها يطرح رطبا جنيا
وترانيم طيرها تدثر ضفاف الحياة
حتى السماء تغير لونها
والسحب بكت طويلا ...طويلا...
علمتني أمي
أن نساء العالم لسن تشبهنني
ولا حتى تلك القادمة من بعيد..
سمعت صفير القطار
رغم أنه لا يمر من ديارنا
نظرت ...فإذا طاووس جميل
يملأ صوته كيان كياني...
ينتظر طلوع البدر....
علمتني أمي
حين تمطر السماء
الزرابي المبثوثة تينع وردا
وجحافل الفراش تغزو الزهر
مساءات الربيع تزين الاجداث
وانا. وامي نتقاسم ود الحياة
ونرسم صورا خلابة لبقايانا...
سحابة بيضاء
زينت سمائي
وأسكنت كل الرياح رغم دفئها
حتى رياح الجنوب تحمل ودا
تبسط كفا
تزرع وردا
تفيض نهرا
فقط لانها جنوبية الصمت
لا تراقص أشرعة الزوارق العائمة
ولا تثير الاتربة النائمة
هي فقط تذرو بتلات الورد وزهرالياسمين
فتتعطر كل المس
علمتني أمي
أن تلك النخلة " اكرانية الملامح”
تشبهني تماما
تملأ ازقتي الخاوية طربا
وتغازل ما لم تحركه كل الرياح...
فأهاجر إليها
......................واجعلها وطني...
+ لطيف الخليفي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق