الاثنين، 19 أغسطس 2024

بكت ليلى بقلم محمد الدبلي الفاطمي

 بَكَتْ لَيْلى


دَعِ الأيّامَ تزهِـــــــرُ بالأماني

لنقطِفَ ما يَروقُ من المــــجاني

مَشيْنا في الطّريق بهمْسِ خطْوٍ

على طرفِ الرّصيفِ من الزّمانِ

وكُنّا نرْقُــــــــبُ الأيّامَ فيــــنا

ونبحثُ في الزّمانِ عـــنِ المكانِ

وعن فصْلِ الشّتاءِ سألتُ ليلى

فكانَ جوابُــها قبــــــــلَ الأوانِ

وقالتْ لي كلاماُ جلَّ قَوْلاً

وفيه جرى اللّســـــانُ مع البيانِ


نظرتُ تأمُّلاً في جوْفِ ليلي

كأنّ اللّيـــــلَ منْ أعداءِ أهْلي

سألتهُ عنْ ربـــــــيعٍ فرَّ مِنّا

وعنْ وطـــــنٍ تبدّدَ في خيالي

فجاء الرّدُّ بالنيرانِ ضَرْباً

وشَنقاً في المــــــــعاقل بالحبالِ

وأرْعَبني الرّصاصُ بِبطْشِ نارٍ

تردّدَ بالصّدى وســــــطَ الجبالِ

فما وجدَ الرّبيعُ سوى هُروباً

وقد فقدَ العــــــديدَ منَ الرّجالِ


بكتْ ليلى وأهلُها في بلادي

وَكُبّــــــلتِ القـــــوائـمُ والأيادي

وصَبّتْ راجماتُ النّارِ حِقْدا

فحوّلتِ الحــــــــــياةَ إلى رَمـــادِ

بكتْ ليلى وحقّ لها البكاءُ

وقد هجـمَ الخـــرابُ على البـــلادِ

وأُدْرِفَتِ الدّموعُ على خُدودٍ

بها التّــــفّاحُ أزهرَ في البـــوادي

وفي الوَطَنِ الأبيّ جرتْ دماءٌ

بِضربِ النّارِ فـي وسَــطِ العـــبادِ


محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أتخيل هذه اللوحة الفنية بقلم نورهان محمد علي

أتخيل هذه اللوحة الفنية گ بوابة السنة الجديدة 2025 لمن يمر منها يتمني ويدعو الله أمنيته علها بداية جميلة بذكره علها نبض يتجه ويصح وجود...