( البحر الكامل )
مَن مُبلغ الخلاَّن أنِّي بَعدهُم
بِتُّ الأسير لليلتي الدهماءِ
وبمَن يلوذُ المرءُ عن أحبابِهِ
وأين خِلاَّني والنُدَماءِ
بأبي أنت وأمي وزدتُكَ
أفديك بالدماء والأبناءِ
أدلالٌ من بعدِ طولِ غيابٍ
بٍدنُوٍ لعليلٍ ذي داءِ
يا ربُّ تلك العينُ البخيلةُ
حاشاكَ تخلقها من أعدائي
أبقيتني دهراً ببعدي والنوى
وتركتني طفلا بصدق وفائي
فكيفَ أنجو من لحاظٍ سُدِّدَت
ولسهمها سُبُلٌ إلى أحشائي
عيونها إن ترمي بلحاظها
مُتَعَبِّدٌ قادتهُ للفحشاءِ
وجمالها يجني عليَّ وقلبي
كأنه المُلقى بديرٍ ناءِ
روضٌ علتها حُمرةٌ فأسكَرَت
مثل المدام مزجتها بشقائي
بدَت بلحظٍ والدلال والهوى
كموجةٍ في أصعب الأنواءِ
وشفاهها كأس المنى تسقينا
كأساً منَ اللضى وفيه شفائي
وجَنَاتٍ عليها حُمرةُ وردٍ
كمثلِ نُعمانٍ بلونِ دمائي
حَمَلَ الدموعَ أليَّ من عينيهِ
فكأن دمعي صار يوم رثائي
عانيتُ في البعاد عن عينيها
ونسيتُ أحوالي بحزنِ أدائي
ولنا في لقا يدوم وصلهُ
وسعادةٌ ممزوجةٌ ببقاءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق