الأربعاء، 7 أغسطس 2024

الشُّعُورُ بِمُتْعَةِ العَطَاءِ بقلم فُؤَاد زَادِيكِى

الشُّعُورُ بِمُتْعَةِ العَطَاءِ
بقلم: فُؤَاد زَادِيكِى
عِنْدَمَا نُعْطِي، نَخْتَبِرُ تَجْرِبَةً إِنْسَانِيَّةً فَرِيدَةً تَمْزِجُ بَيْنَ العَطَاءِ وَ الِامْتِنَانِ. هَذَا الشُّعُورُ يُوقِظُ فِينَا إِحْسَاسًا عَمِيقًا بِالرَّاحَةِ وَ الرِّضَا الدَّاخِلِيِّ، حَيْثُ يَمْتَزِجُ العَطَاءُ بِمَشَاعِرِ الحَنَانِ وَ الإِيثَارِ. فَالعَطَاءُ لا يَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى تَقْدِيمِ المَالِ أَوِ الأَشْيَاءِ المَادِّيَّةِ، بَلْ يَتَعَدَّاهُ لِيَشْمَلَ الوَقْتَ وَالاِهْتِمَامَ وَ العِنَايَةَ بِالآخَرِينَ. عِنْدَمَا نُقَدِّمُ شَيْئًا مِنْ أَنْفُسِنَا، نَمْنَحُ الآخَرِينَ فُرْصَةً لِلشُّعُورِ بِالاِهْتِمَامِ وَ المُشَارَكَةِ. وَ بِالمُقَابِلِ، نَحْصُلُ عَلَى شُعُورٍ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَ الاِسْتِقْرَارِ يُغْمِرُ أَرْوَاحَنَا، وَ يُعَمِّقُ الرَّوَابِطَ الإِنْسَانِيَّةَ بَيْنَنَا. العَطَاءُ يُعَزِّزُ مِنْ قِيَمِ التَّسَامُحِ وَ التَّوَاصُلِ بَيْنَ النَّاسِ، وَ يُسْهِمُ فِي بِنَاءِ مُجْتَمَعَاتٍ أَكْثَرَ تَرَابُطًا وَ تَمَاسُكًا. إِنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِأَهَمِّيَّةِ التَّوَاصُلِ الإِنْسَانِيِّ وَ يَفْتَحُ لَنَا أَبْوَابًا جَدِيدَةً مِنَ التَّفَاعُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ، مِمَّا يُعَزِّزُ مِنْ سَلَامِنَا الدَّاخِلِيِّ وَ يُقَوِّي مِنْ شُعُورِنَا بِالاِنْتِمَاءِ إِلَى مُجْتَمَعٍ أَرْحَبَ وَ أَشْمَلَ. إِذًا، العَطَاءُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ فِعْلٍ، إِنَّهُ حَالَةٌ مِنَ الوُجُودِ تُسَاهِمُ فِي تَحْقِيقِ السَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ وَ النَّفْسِيِّ، وَ تَبْنِي جُسُورًا مِنَ الثِّقَةِ وَ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ الآخَرِينَ. أَلْمَانِيَا فِي ٢ أَيْلُول ٢٤
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلسفة الموت والحياة«(10)»رؤيتي بقلم علوي القاضي.

«(10)»فلسفة الموت والحياة«(10)» رؤيتي : د/علوي القاضي. ... وقفنا فى الفصول السابقة على رأي الفلاسفة وعلماء الإسلام والمتصوفة في فلسفة الموت ...