جلستْ على صخرة بعضها في الماء وبعضها في اليابسة، تمرغُ أطرافها في المياه المالحة، تلوحُ بشالها للشمس وهي راحلة، تدحرج مقلها تارة بين المد والجزر وتارة بين الشاطئ والأفق. على حين غرة حط نورسا بجوارها، دون أن يلقي التحية وبلا مقدمات قال لها: أ تدرين من أنا؟
أجابته باستغراب وتهكم: أراك نورسا عفوا ربما بجعة، ما أدراني أنا من تكون أنت؟
رد عليها بنبرة حادة وقد تملكه الغيض وفوق رأسه برق تاج الغرور : أنا نورس شهم بطل، أنا من هزمت الحيتان في قعر المحيطات بضربة واحدة من منقاري هذا، أن من سلبت عقول الصبايا بريشي الناعم هذا، وبعيوني العسلية هاته… سكتَ هنيهة ثم استرسل، أنا الحارس الأمين، أنا من يحرس الحوريات حين يخلعن ملابسهن للاستحمام خلف الصخور، أترين ذاك الزبد هناك؟ إنه رغوة استحمامهن، أرأيت تلك الشمس التي كنت تودعينها قبل قليل؟، أنا من فككت أسرها، كانت مجرد شرنقة تتخبط بين السحب، أنا من ساعدتها لتنمو وتكبر وتصبح فراشة ذهبية، لتحلق بزهو و بحرية،أنا…. قاطعت حديثه وقالت :وماذا تريد مني أنا؟أنا لست بشرنقة، ولست بحورية ولا صبية ولا أحب العيون العسلية، وريشك المنفوش أراه أشعث أغبر،
وأنا امراة ناضجة أعرف كيف أميز بين المغوار والثرثار،
قال: أنا حظك السعيد، أرسلتني إليك السماء هدية، لأجعل أيامك كلها سعد وعيد، سأحملك على جناحيي وأحلق بك إلى وطن تنبت أرضه الكواكب النجوم وسماؤها تمطر فواكه وجنان وكروم و….
استيقظت على صفعة من رذاذ موجة ثائرة، سمعت صراخا، التفتت صوب مصدره، شاهدت طائرا مغروسا في الرمال يطلب النجدة،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق