الساعة تشير الى منتصف الليل اكتفيت بعدة صفحات من الكتابة وضعت قلمي
على المكتب استرخيت على فراشي أغمضت عيناي وأنا أحاول الخلود
الى النوم لوهلة قصيرة
سمعت صوت خافت يردد الأقلام المبدعة لا تنام بل تحتضن الأنامل لكي تضعنا أمام صور لا منتهية صور حزينة ومؤلمة ذات ألوان غامقة جوانبها مرتعشة من كثرة الذعر الذي والألم
كما ترسم صور الجمال والسعادة جمال الفرح
والإنتعاش والسرور جمال الطبيعة الخلابة بوديانها وأنهارها ثم تغريدة وزقزقة العصافير
زهور بألوانها الزاهية أغصان بلون أخضر يانع
ما هذا الجمال الرهيب أترى ما أراه يا قلمي
عجبا لأجوبة قلمي غير المباشرة
لقد ازدادت سرعته في الكتابة وأناملي تتابع معه كل حرف وكلمة أما عيناي المتعبتان لا تنفك تقرأ بشوق ولهفة شفتايا تردد بصوت خافت لقد تهت نعم تهت
توهان وغرق غرقت في بحر الحروف بحر
الكلمات يا ألهي
أين المفر يا ترى أهناك مخرج
هجوم غير متوقع
أحاطتني الأبجدية
من كل الجوانب
على أسلحتي الآن الإستمرار حتى النھاية
لا عودة للوراء لقد تعبت نعم تعبت أحتاج لإستراحة
حتى أستعيد قوايا
أسلحتي تناقضني الرأي
لا لا وقت للإستراحة علينا الإستمرار وإلا خسرنا المعركة
إنه الليل والغسق وقت اكتساب القوة
القوة الخارقة هيا يا بطل علينا الإستمرار الى النهاية
سنبدأ الآن
الزمن دجى مساء وغيهب
والمكان واحة خضراء
منظر خلاب
رفعت أسلحتي الراية البيضاء سبحنا معا في
عالم السلام
استرخينا فوق موج متحرك ما أحلى التمختر أثناء مده وجزره غصنا في أجواف البحار إنبهرنا
بتوهج الأحجار الكريمة
رأينا عجائب وغرائب
سبحنا في عالم رهيب
الى أن رمانا الموج على شاطئ بعيد
حيث عشنا لحظات مرعبة لا يوجد شيء
غير الغابة المتوحشة
والحيوانات المفترسة
لولا رؤيتنا لتوهج إنارة
ضعيفة على بعد أميال
كلمترات خرجنا نمشي على جوانب الشاطئ بخطوات ثقيلة ما بين الذعر والإرتعاش
حلت سحابة كبيرة
حجبت علينا ضوء القمر
لتزداد حلكة الظلام ويعم السواد بكل تفاصيله
لم أعد أرى شيئا غير العتمة كاد قلبي أن يتوقف من كثر خفقانه
أغمى علي حينها ولم استفيق إلا وعلى صوت
صفير قوي وطائر كبير
يعلو شيئا فشيئا رأيته
فورا بعد فتح أعيني
لأعرف حينها أنه الطائر
الذي أنقذني وحملني من على الشاطئ ليضعني أمام قصر ساحر
دخلت الباب الخرافي الجميل الذي رصع بحروف ذهبية
زخرفت بأجمل التصاميم
كل الحروف متلئلئة وجميلة في غاية الجمال وما زادني اندهاشا أنني أرى على يميني ثلاث كلمات ينبعث منها شعاع الكرم والضيافة ثبتت على الجانب الأيمن خصيصا
لإستقبالي بمعناها العربي الجميل أهلا وسهلا ومرحبا خالية من خدوش وشوائب اللغة الأجنبية وإلا أفسدت أصالتها وعراقتها وحتى معناها الذي إن دل على شيء
ف يدل على الرقي والترحيب وسعة الصدر
بعد ذلك وأنا لا أتمالك نفسي من الغبطة والسرور إذ رأيت عدة حروف جميلة تقدم لي تحية سلام تليق بأصالتي وعراقتي
وقد رصعت على جوانب باب صالة
الإستقبال على شكل طبق تراثي من التمر وكؤوس بديعة من الحليب
ما كان علي إلا أن أتبع
التعليمات وأدخل القصر
من باب قاعة الإستقبال
وما خطوت عدة خطوات حتى هاجمتني
الحروف وبدأت الكلمات
تتساقط علي كالأمطار
ما أجملها كلها من ذهب
وفضة وألماس انبهرت
بالموقف الجميل وتابعت
طريقي الى الأمام كل ما خطوت خطوة تساقطت أمامي آلاف الكلمات
نظمت لإستقبالي استعراضا جميلا
من شدة ترتيبه
وتنميقه قرأت كل كلماته وجمله لأستنتج قصة من أجمل ما قرأت
تتوفر على عنوانها الجميل الذي يرمز الى لغة من أجمل اللغات
لغتنا العربية الأصيلة التي ورثت أبا عن جد
وأنا أتابعها شوقا ولهفة
لأصل الى نقطة النهاية الا وقد ھل الفجر بضوئه المتسرب وهوائه العليل الذي يراقص الستائر
بحركة لا إرادية سقط القلم من بين أناملي
وخارجا عن الإرادة
استلقيت على فراشي
وبدأ النوم يداهمني
أغمضت عينايا دون علم
مني وسرقني نوم عميق
مع أحلامه المتأملة الى
ليلة قادمة بأشعة حروفها وقصصها الفريدة من نوعها
استسلمت للنوم حينها
مع تقديم تحية خفيفة
الى اللقاء مع الإلهام
عند الغسق
فتيحة المسعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق