الخميس، 12 سبتمبر 2024

ماذا فعلتَ بقلبي بقلم جهاد صباهي

حوارية / 3
    ( dialogue )
       بعنوان
( ماذا فعلتَ بقلبي )
  د جهاد صباهي

قالت :
( وفي أعماقِها صراعٌ بين الشروقِ والغروبْ )
 
ما تقولُهُ لا يعنينيْ
هي مشاعرٌ تسكنُ قلبَكَ
و رؤىً تزيّنُ أحلامَكَ
هي حبٌ بدونِ نجومٍ ولا أقمارْ
أشجارٌ بدونِ ثِمارْ
هي أمٌ بدونِ حملٍ ولا وليدْ
وطنٌ بدونِ أرضٍ ولا شهيدْ
هي بكاءٌ بدونِ دموعْ
ميلادٌ بدونِ شموعْ
هي حبٌ مُحالْ
عِشقٌ من وهمِ الخيالْ

لا تكتبيْ بأناملَ مستعارةٍ
عن الوهمِ والخيالْ
إنَّ عِشْقَ القلبِ يركَبُ أهوالَ المُحالْ
لا تصدُّهُ براكينٌ على قممِ الجبالْ
أيكونُ شعاعُ الشمسِ وهماً
إن جاءَ إليكِ 
يهنأُ دفْؤهُ على وجنتيكِ
أيكونُ وجهُ القمرِ وهماً
وفي ضيائهِ شاعرٌ
نثرَ حروفَهُ على شفتيكِ
أتكونُ الورودُ وهماً
وقُبُلاتُها تفتَّحتْ على نهديكِ
أيكونُ العشقُ وهماً
وقصائدي مغامرةٌ شعريةٌ
أستدرجُ بسحرِها قلوبَ الفاتناتْ
سأكسرُ جدارَ الوهمِ وأحْضُنُ قلبَكِ النائمَ فيه
أعلنهُ وطناً منزوعَ السلاحْ
ماهو ممنوعٌ
على نارِ العشقِ .. مباح

سأفتحُ قلبي لترانيْ 
صوتي مكتنزٌ بحبِّكَ وأنتَ مُمعنٌ بالغروبِ
سيطرتْ عليَّ فضاءاتٌ من الارتباكِ 
وأخرى من العِنادْ
كأنني غيمةٌ حُبلى بماءٍ لا يصلحُ للحبِ
كأنني قصيدةٌ مُصابةٌ بالإغماءْ
عاشقةٌ تبحثُ عن أرضٍ وانتماءْ
ليلٌ يتوقُ الى ضوءِ النهارْ
مزيجٌ بين حلوٍ ومرارْ
كأنني مقاتلةٌ بدونِ سِلاحْ
طيرٌ مكسورُ الجناحْ
كأنني نهدٌ عاقرْ
أقدُّ من بكاءِ العِشقِ
لحناً جائرْ

لم أكنْ شاعراً
قبلَ أن تفتحي قلبَكِ وأراكِ
 ولا عاشقاً
 يُجيدُ رصفَ الكلماتِ
قبل أن تسكُنَ بين الحروفِ عيناكِ
لم أكنْ ساحراً
يجذبُ النساءْ
ولا قمراً يُسامرُ العاشقينَ 
كلَّ مساءْ
لكنّي اليومَ
أكتبُ الأشعارَ وأُغنيها
وطيفُكِ وحيُ قوافيها
اليومَ أحصدُ النجومَ
أزركشُ بها سماءَكِ وأُداريها
أنتِ قمري
وكلُّ الأقمارِ في الدنيا لا أُدانيها
أنتِ اليومَ فرحتي
ودموعُ الحزنِ جفَّتْ في مآقيها 

ماذا فعلتَ بقلبيْ ؟
كأنكَ عكستَ دورانَ الأرضِ
باتَ الشروقُ يُربكنيْ
وشبحُ الغروبِ يُمزقُنيْ
وبين الشروقِ والغروبِ
صمتٌ أَدْرَدٌ لايقوى على الحبِّ
يقودُني إلى الهاويةِ
و ربما إلى الجنةِ
شعورٌ مثيرٌ
وأحياناً ضريرْ
لكنني أسيرْ
أسيرُ نحوكَ
مُغمضَةَ العينينْ
قلبي دليلي إليكْ 
أتلمسُ شروقَ الشمسِ في عينيكْ

أنتظركِ على السطرِ الأخيرِ
من القصيدة
ادخليها عاشقةً تستبيحُ بخيولِ جسدِها أصابعيْ
اعترضني نهدٌ ملأ فمي بغنائه العجيب
توَّجَنيْ شاعراً
وأنتِ مُلهمتي العنيدةْ
تَفلينَ بيديكِ الناعمتينِ جدائلَ الكلماتِ
تنثرينَها على السطورْ
حروفُها متأنقةٌ بالحبِ
حاملةً قناديلَ الزهورْ
كأنها قادمةٌ إلى حفلِ زفافٍ
مختبئةٌ خلفَ كواليسِ الفرحْ
في جعبتِها جنونُ السؤالْ
ماعادَ للقلبِ بابٌ ولا بوّابْ
أنتظرُ بعدَ عِناقِنا الجوابْ

د جهاد صباهي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يا غفوة ليلة بقلم ابو خيري العبادي

بقلمي...... يا غفوة ليلة في رجفة الجسد ويا وحدتي عند السكون في مسكني جلست بقربي تكلمني كلمات قالت أتسمعني قلت بلا اني أسمعك قالت ستشفى من كل...