الأحد، 8 سبتمبر 2024

لغتي هويتي بقلم صلاح الورتاني

لغتي هويتي

متعب بعروبتي  

بلغتي التي جلدوها 

غيروا مفاهيمها 

معالمها وقواميسها 

أبدلوا حروفها أرقاما

هي تعيش أسقاما 

أضافوا ياء للتأنيث 

أما الضاد فحدث ولا حرج

أصبحنا نخاف عليها من الإندثار 

 طغت عليها لغة الإستعمار 

سطت عليها عدة لهجات

كم كنا نبحر في بحورها 

لا نعرف المستحيل 

نرتع في حقولها كالغزلان 

كنا وكانت في أمان 

نحفظها في صدورنا 

نرددها في أشعارنا 

نغوص في معانيها 

نركض في روابيها 

أبدا لا نتعب 

هل فكرتم فيها يوما 

في من يسعى لتغييبها 

لغة القرآن 

سيحاسبنا الرحمن 

فرٌطنا في شريعتنا

تمادينا في غيٌنا 

لم نعترف بأخطائنا

ما دافعنا عنها لغتنا 

نرى ونسمع ولا نحرك ساكنا 

إبتلينا بعدم الإكتراث 

حتى صرنا إلى الحضيض أقرب 

ماتت فينا نخوتنا 

مات فينا شموخنا

بعدما كنا مضرب الأمثال 

قيدونا بالعقال 

قيدوا معنا لغتنا 

حتى نختفي وتختفي

لكننا اليوم علينا أن نفيق 

قبل أن نصير ولغتنا إلى الغريق 

ويضيع منا كل طريق 

هل عرفتم لماذا أنا متعب 

لأني بغير لغتي لن أعيش 

وبغيرها لا أعرف الأصالة 

ولا مجد من سبقونا 

لذلك هم اليوم احتقرونا 

فانا متعب وربي أحبتي 

صلاح الورتاني / تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...