شعر:عبد خلف حمادة
#############
أنا ابنة الحزن المقيم دعوني
تُنبي بتلك المنغصات
عيوني
ضربتْ أعاصير الهموم سفينتي
و اجتاحت الآهاتُ طقسَ سكوني
أدنى إليَّ البؤسُ زحفَ جيوشهِ
فَبِهِ اصطبغتُ و رافقتهُ شؤوني
قالوا تداوِ بالسُّلوِّ مع الرضا
فرضيتُ حتى قد سئمتُ فنوني
و بيَّنوا معنى السعادةِ حسبما
يكونُ وجهُ الريح ميلَ غصونِ
و من سمات العقل أن تُحنى لها
هاماتنا فاسمع لرأيٍّ زينِ
يا صاحبَ النصحِ الرشيدِ أفدتنا
هذي لعمركَ صيغةُ التلقينِ
لكأنني مَيْتٌ تمارسُ لحدهُ
فلقد أعدتَ الوأدَ في العشرينِ
أليسَ من حقي أعيشُ منعَّماً
و يكونُ لي طفلٌ معَ اللاهينِ
و لِمَ يريد الآخرون شقاوتي
أليسَ لي حقٌّ مع الباقينِ
أَتُنقِصُ القومَ الكرامَ هناءتي
و لأجلهم عليَّ سفُّ الطينِ
و هل هناكَ تفاضلٌ بين الورى
كيما أكونَ رقيقهم كالقَيْنِ
و مَن يعوِّضني سنيني إن مضت
و أمسيتُ ملقىً كالسمالِ الشينِ
و مَن هُمُ حتى أقايضَ عيشتي
برِّقهمْ و ما عليْ من دينِ
فالربُّ لا يرضى بذِّلةِ عبدهِ
فكيف يرضى العبدُ عيشَ الدونِ
عُمُرِيْ وحيدٌ لا سبيلَ لكرِّهِ
و الحرُّ لا يرضى بذا التوطينِ
و اللهِ لن أرضى أكونُ ضحيةً
و أَسيرُ للجزَّارِ و السكينِ
فَقَتْلُ نفسٍ مثلما قتلُ الورى
إحياؤها بالمثلِ إنْ تحيينِ
قررتُ أنْ أحيا و أنفكَ راغمٌ
فلتضطرم يا لصُّ في
سجينِ
#############
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق