السنجاب و الشحرور
خرج السنجاب الطيب الظريف
ليتسلى مع الشحرور اللطيف
يعشقان المرح و اللعب بأوراق الخريف
يربطهما حبل صداقة متين
يتسمان برقة القلب و اللين
مع ذلك لم يسلما من سهام الحاسدين
توشوش بعض أهل الغابة
انظروا! تصادقا و أغلقا في وجوهنا البوابة
لا يشوب ودادهما أي شيء يا للغرابة!
هيا نفكر في خطة و حيلة
لإنهاء هذه الصحبة الجميلة
لن نترك للصلح بينهما مجالا و لا سبيلا
انشغل كل واحد منهم و انهمك
بإعداد المكائد و حبك الشبك
بدأ العد العكسي لنصب الشرك
تخطى السنجاب و الشحرور كل الصعاب
أجهضا خطط و فخاخ الذئاب
أثبتا أنهما أفضل صديقين في الغاب
جاء يوم استرق السمع أحد العدى
متحمسا هرول إلى رفاقه و عدا
أبشروا! ستعانق تلك الصداقة الردى
نشروا سر الشحرور في كل مكان
روجوا أن السنجاب من أفشاه و خان
و أنه ليس أهلا للثقة و الائتمان
غرد الشحرور: أنت لست صديقي
من اليوم لا أريد أن أراك في طريقي
إن إخلاصك مزيف و غير حقيقي
أقسم السنجاب أنه ما حكى
انزوى في بيته تأوه و بكى
أوقعوا بيننا إلى الله المشتكى
بات الشحرور صديقا للأشرار
متوهما أنهم رفاقه الأخيار
يغرد و يشدو لهم طول النهار
في يوم عاصف مطير
وقع الشحرور و عجز أن يطير
ريشه مبلل و جناحه كسير
استنجد برفاقه دون جدوى
ظل يئن وحيدا و بدون مأوى
هب السنجاب إليه بسرعة قصوى
استضافه في بيته الدافي
قدم له الرعاية و القوت الكافي
حتى بدت عليه علامات التعافي
شكره و الخجل به استبد
من اليوم لن يفرق بيننا أحد
سنظل صديقين إلى الأبد
بقلم أمينة المتوكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق