الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

السنجاب و الشحرور بقلم أمينة المتوكي

 السنجاب و الشحرور


خرج السنجاب الطيب الظريف

ليتسلى مع الشحرور اللطيف

يعشقان المرح و اللعب بأوراق الخريف

يربطهما حبل صداقة متين

يتسمان برقة القلب و اللين

مع ذلك لم يسلما من سهام الحاسدين

توشوش بعض أهل الغابة

انظروا! تصادقا و أغلقا في وجوهنا البوابة

لا يشوب ودادهما أي شيء يا للغرابة!

هيا نفكر في خطة و حيلة 

لإنهاء هذه الصحبة الجميلة

لن نترك للصلح بينهما مجالا و لا سبيلا

انشغل كل واحد منهم و انهمك

بإعداد المكائد و حبك الشبك

بدأ العد العكسي لنصب الشرك

تخطى السنجاب و الشحرور كل الصعاب

أجهضا خطط و فخاخ الذئاب

أثبتا أنهما أفضل صديقين في الغاب

جاء يوم استرق السمع أحد العدى 

متحمسا هرول إلى رفاقه و عدا

أبشروا! ستعانق تلك الصداقة الردى

نشروا سر الشحرور في كل مكان

روجوا أن السنجاب من أفشاه و خان

و أنه ليس أهلا للثقة و الائتمان

غرد الشحرور: أنت لست صديقي

من اليوم لا أريد أن أراك في طريقي

إن إخلاصك مزيف و غير حقيقي

أقسم السنجاب أنه ما حكى

انزوى في بيته تأوه و بكى

أوقعوا بيننا إلى الله المشتكى

بات الشحرور صديقا للأشرار

متوهما أنهم رفاقه الأخيار

يغرد و يشدو لهم طول النهار

في يوم عاصف مطير

وقع الشحرور و عجز أن يطير

ريشه مبلل و جناحه كسير

استنجد برفاقه دون جدوى

ظل يئن وحيدا و بدون مأوى

هب السنجاب إليه بسرعة قصوى

استضافه في بيته الدافي

قدم له الرعاية و القوت الكافي

حتى بدت عليه علامات التعافي

شكره و الخجل به استبد

من اليوم لن يفرق بيننا أحد

سنظل صديقين إلى الأبد

بقلم أمينة المتوكي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...