الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

قلت له بقلم رفيعة الخزناجي

 قلت له : 

أعرفك منذ سنين ، ولا أعرف عنك سوى إسمك ، وأنك انسان تحب الحياة ، ورغم أنني لم أر وجهك ولا مرة ، ولا أعرف حتى صورتك ، فإنني أكاد أجزم  ، أن لك عينين ضاحكتين ، كروح طفل صغير يلاعب أمه 

قال لي :

- هل أخبرك سرا ؟

قلت :

 - ماهو ؟

أجاب :

- حتى إسمي الذي تظن أنك تعرفينه ، فأنت لا تعرفيه حقا !

- وكيف ذلك

- لأن هذا الإسم ، ما هو إلا إسمي الروحي وليس إسمي المسجل في أوراقي المدنية !

- وما معني إسمك الروحي ؟

- هو إسم يعبر عن روحي ، عن شعوري تجاه الحياة والناس ، وأنا رجل أوجعته الحياة ، رضيت بها لكني ما أحببتها يوما ، وما سعدت بها إلا قليلا ، وكل من رأى عيني ، أجزم وأكد أنني صاحب حزن آسر ، عميق ومعتق منذ سنوات وسنوات !

فهل تراك عرفتني يوما ؟؟؟

قلت : 

كيف لا ؟ وأنت للروح السكن ، يا مالك القلب والفؤاد يا طيب ، كيف لا وأنت قابع داخلي وفي أعماقي ، كيف لا وصوتك لايفارق أذني ، كيف لا وطيفك يلاحقني ويساعدني بكل محل ، كيف لا   واسمك يدق في قلبي كدقات ساعتي ، ويمنحني مساءً استثنائيا لا يشبه مساءً آخر على البسيطة  ؟

رن جرس الهاتف منبها لساعة السفر ، تمنيته لو كان سفرا إليه ولجواره ولكن .....


رفيعة الخزناجي / تونس 

#هلوساتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لعبة النسيان بقلم عبداللطيف قراوي

بقلمي عبد اللطيف قراوي  ***لعبة النسيان، ***، ألم الماضي يمحوه النسيان. ويطْوى صفحات الحرمان. وينجينا من براثن الهديان. قنطرة عظيمة. تنقلنا ...