قلت له :
أعرفك منذ سنين ، ولا أعرف عنك سوى إسمك ، وأنك انسان تحب الحياة ، ورغم أنني لم أر وجهك ولا مرة ، ولا أعرف حتى صورتك ، فإنني أكاد أجزم ، أن لك عينين ضاحكتين ، كروح طفل صغير يلاعب أمه
قال لي :
- هل أخبرك سرا ؟
قلت :
- ماهو ؟
أجاب :
- حتى إسمي الذي تظن أنك تعرفينه ، فأنت لا تعرفيه حقا !
- وكيف ذلك
- لأن هذا الإسم ، ما هو إلا إسمي الروحي وليس إسمي المسجل في أوراقي المدنية !
- وما معني إسمك الروحي ؟
- هو إسم يعبر عن روحي ، عن شعوري تجاه الحياة والناس ، وأنا رجل أوجعته الحياة ، رضيت بها لكني ما أحببتها يوما ، وما سعدت بها إلا قليلا ، وكل من رأى عيني ، أجزم وأكد أنني صاحب حزن آسر ، عميق ومعتق منذ سنوات وسنوات !
فهل تراك عرفتني يوما ؟؟؟
قلت :
كيف لا ؟ وأنت للروح السكن ، يا مالك القلب والفؤاد يا طيب ، كيف لا وأنت قابع داخلي وفي أعماقي ، كيف لا وصوتك لايفارق أذني ، كيف لا وطيفك يلاحقني ويساعدني بكل محل ، كيف لا واسمك يدق في قلبي كدقات ساعتي ، ويمنحني مساءً استثنائيا لا يشبه مساءً آخر على البسيطة ؟
رن جرس الهاتف منبها لساعة السفر ، تمنيته لو كان سفرا إليه ولجواره ولكن .....
رفيعة الخزناجي / تونس
#هلوساتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق