عندما يذكر فن الكاريكاتير وخاصة السياسي منه ، لابد أن يذكر اسم المبدع " ناجي العلي " الذي لايعتبر فنانا فلسطينيا فحسب .
بل تعدى ذلك للعالمية فقد كانت تنشر رسوماته في صحف بريطانية وصينية على أقل مثال .
ولد " ناجي العلي " في قرية الشجرة في الجليل الشمالي عام 1938
نزح مع عائلته إلى جنوب لبنان عام 1948 الذي يعرف
بعام النكبة ، وعاش معها في مخيم عين الحلوة .
حصل على دبلوم ميكانيك ، وكان مضطرا للعمل ليعيل عائلته .
مع أنه كان يمتلك موهبة الرسم إلا أنه لم يستطع التفرغ لها ، أو دراستها أكاديميا .
لكنه كان يرسم في الوقت المتاح حتى أنه اتخذ من جدران المخيم
معرضا لرسوماته .
التي قدر للأديب المناضل الفلسطيني" غسان كنفاني" رؤيتها
وأعجب بمالديه من موهبة ، فساعده على العمل في مجلة الحرية .
التي كانت سبيل انطلاقته فيما بعد إلى الصحف اللبنانية والكويتية .
كان "ناجي العلي "يشهر سيف رسوماته ضد الاحتلال الصهيوني والخائن والفاسد على حد سواء .
وليس غريبا أن يكون محط رصاص الجميع وغدرهم .
كما كل المبدعين الصادقين الذين لا يمكن شراؤهم ، ولا يمكن إسكاتهم .
إلى أن نجحت رصاصة غادرة في الوصول إليه
وتم اغتياله في العاصمة البريطانية لندن في22/7/1987
من قبل شاب مجهول الهوية .
دخل في غيبوبة إثر ذلك الطلق الناري .
إلى أن فارق عالمنا في 29/8/1987
سجلت القضية ضد مجهول ، ودفن " ناجي العلي" في لندن .
خلافا لرغبته أن يدفن في عين الحلوة إلى جوار قبر والده .
والحجة كانت صعوبة التنفيذ .
رحل عنا تاركا لنا أربعين ألف رسم كار يكاتوري .
إلى جانب رائعته "حنظلة " ذلك الطفل صاحب الشعر الأشعث
الذي صار تويقعا له في جميع رسوماته .
غادرنا "ناجي العلي" لكنه معنا بحنظلة .
و بكل نضاله ورسوماته .
خديجة علي زم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق