السبت، 5 أكتوبر 2024

في انتظار غودو بقلم الطيب تشرين علوي

قصة قصيرة بعنوان "في انتظار غودو"

دأب الشيخ الجليل كل مساء على الجلوس قرب شاطئ البحر ينتظر قدوم فلذة كبده.. ابنه الذي ورث مهنة الصيد عنه.. كان هذا الأخير خرج إلى البحر رفقة شخصين هم من رفاقه الصيادين.. الذين اعتاد العمل معهم.. مرت عدة أيام ولم يعودوا إلى اليابسة.. الشيخ لم يفقد الأمل في عودتهم سالمين.. بحكم تجربته الطويلة في البحر.. كان يعرف أن هناك عدة أسباب قد تأخر عودتهم.. ولم يخطر بباله أبدا أن يكونوا - لا قدر الله - قد غرقوا أو أصابهم مكروه.. وعزى ذلك لهدوء البحر وسكينته، وأيضا الفترة التي يصيدون فيها.. فهي فترة مثالية..بحيث لا زالت السماء صافية، وبودار العواصف لم تأتي بعد.. أيضا المركب جيد. وكل هذه الأشياء كانت تجعل الشيخ متشبثا بأمل انبثاقهم من البحر سالمين غانمين.. ولو بعد مرور عدة أيام من اختفاءهم.. في احدى ليالي جلوس الشيخ وتأمله كعادته البحر، ومراقبته له، مر به أحد الشبان الصيادين.. فخاطبه: لماذا يا عم تجلس كل يوم قبالة البحر؟ ولما أخبره الشيخ حكاية ابنه، أزف له الشاب خبر ذهاب ابنه ومرافقيه عبر قاربهم إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. وهم الآن سالمين ويعيشان في احدى المناطق الفلاحية باسبانيا ويعملان. تنهد الشيخ وسجد سجدة شكر لله وانصرف إلى بيته وهو يتمتم بأذكار وأدعية. 

       الطيب تشرين علوي / مدينة "جرسيف" المملكة المغربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سؤال لمصر بقلم يوسف عطاالله

بمناسبة اعياد اكتوبر المجيده  ================== سؤال لمصر كلمات / يوسف عطاالله  سألونى فين يامصر حرب الدماء جاوبت بفخر حربى تعمير الصحراء ا...