أغاثت دموع العين وامتنعَ الصَّبرُ
وهيهات منَّا الصبر إن فُقِدَ الصَّبرُ
أتى فادحٌ ليس الجبال تُطيقهُ
يضيقُ بهِ أهلُ البسيطة والبَحرُ
وحادثُ كربٍ والكروب كثيرة
تنوء بها الدُّنيا وينتحبُ الدَّهرُ
أتدري بمن كربي وما أنت غافلٌ
فيا ويحَ دمعي من بكايَ به جمرُ
أتدري بمن قد حلَّ كربي إنَّهُ
هُمامٌ بهِ والله ينتصرُ النَّصرُ
إمامُ المعاني والمعارف والتُّقى
فيا من حملتُ حملهُ انقصمَ الضهرُ
فما للبدور السابحاتِ منيرة
إذا كان صِدقاً ما بهِ أخبرَ الخبرُ ؟
مصابٌ أتى الدين الحنيف بجُلِّهِ
وخصَّ بهِ من ذكره استوجبَ الذِّكرُ
هوى في الوغي مَن لا تُقاسُ بهِ الوغى
أقِم رَغَداً واهنأ بمن ضمَّهُ القبرُ
وإن ألبسَ الظلام ليلٌ لباسهُ
أنارَ فكانَ مِن عمامتهِ الفِكرَ
يرتِّلُ آياتَ الكتاب تلاوةً
يلينُ لها من كان في قلبهِ الصخرُ
سيبكي عليه الريحُ والليلُ والصبحُ
ويبكي عليه الظهرُ والفجرُ والعصرُ
فما عرَفت أجفانُهُ رعشةَ الكرى
كأن كؤوس النوم في عرفهِ سِكرُ
وصام عن الدنيا وعم كلِّ لذَّةٍ
وأفطر في الرضوان يا روعة الفطرُ
حفيدٌ لحيدرٍ وآلٍ وذكرهم
مصابٌ فلا يرقى إلى حصرهِ الحصرُ
د.أنور مغنية 2024 10 01
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق