الخميس، 7 نوفمبر 2024

المقاتل الصغير بقلم حامد خشبة

تابع إرهاصات
د/ حامد خشبة
إهداء إلى أهلي في غ ز ة
(المقاتل الصغير)
قُتِـلَ الكل...
وبقيَّ القليل
أمٌ ثكلى
شيوخٌ رُكع
أطفالٌ رضع
شبابٌ مرضى
وعروسةٌ تلْتَحِف
فستانُ العُرسِ مُرَصْعٌ بالدماء
البيوتُ خُرِبَت
المساجدُ هُدمت
تاهتْ معالمُ الأماكن
أكوامٌ من الحجارة
جثثٌ متناثرة
ورائحةُ الموتِ تَفوحُ في الأرجاء
دَوي أصواتٍ من زوايا الركام 
تَستنجدُ ولا إجابه  
ضعيفاً يستنجدُ بأمثاله 
الوهنُ دَبَ في الصدور 
لايُسمعُ إلا الأنين 
فجأةً يعلو الصراخُ في المكان  
قُتـل السنوار...قتـل السنوار 
حامتُ الغربانُ تَنوحُ في السماء  
كأن قائِدُها أصُابَته رصاصةُ الغدر 
لكنها هبت تآزرُ البقيةُ... 
الباقية من الأحرار 
وتجلتُ الأصوات... 
بهتافاتِ الاستنفار 
تجمعتُ الأجسادُ الباقيةُ معا 
وارتفعتُ الهتافات 
وظهرتْ أمٌ ثكلى 
ضاعتْ ملامحها 
يسترها الغبارُ ملطخاً بالدماء 
وكأنها عادتْ من اللحد 
 تتقدمْ السِرب وتهلل 
يعلو كَتِفَها طفلٌ صغير 
أُصِيبتْ قدمهُ اليمنى بشظيةِ الغدر 
وفي لحظةِ صمتٍ تقشعرُ منه الجلود 
قفزَ الطفلُ من أعلى كتفِ الأم
  وهو يهلل
   الله أكبر ….كلنا السنوار
وضربَ الأرضَ بقدمِه اليمنى  
وكأن زلزالٌ هَز أرجاء المكان  
ودبَ الرعبُ في قلوبِ العدو
وانطلقتْ رصاصةٌ غاشمه  
إخترقتْ قلبَ الصغير
فــَظل يهلل  
الله أكبر ….كلنا السنوار  
رافعاً يـده بـــ دُرِ الحجار 
وعيناه في عين العدو  
لا يهابُ الموت 
حتى لفظ أنفاسَهُ الأخيـره 
كأضواءٍ تتضافرُ متلألأه   
وكأنها تُحاكي السماء  
فرسمتْ علامةَ النصر  
إفترشَ جسدهُ الأرض  
بوجهٍ بشوش  
وكأنه حققَ مبتغاه 
طوبَى لكَ ياصغيرى
تنعمْ في جنة الخلد فرحا 
فاسمكَ في التاريخ سُجل 
وفي الجنة خُلد
فــ الجمع يدعو  
أن ينالَ مثلك وسامَ الشهاده
فطوبى لك أيها المقاتل الصغير 
فطوبى لك أيها المقاتل الصغير 
بقلمى 
د/ حامد خشبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

حَافِي القَدَمَينِ بقلم محمد جعيجع

حَافِي القَدَمَينِ ...  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  يَمشِي الحَصَى حَافِيًا وَالنَّعلُ عَادَاهُ ... وَالرِّجلُ صَابِرَ...