أيتها الريح
هل تُلامسين أنين السواحل؟
هل تفهمين وجع الرمل
حين يطوي أمواجه جائعا
ويخبئ صوت البحر
كأنّ الحياةَ صارت وصمة عار ؟
هناك
حيث تعب الخيام
يروي حكاياته للنسيان
وحيث السماءُ
تبدو منخفضةً كأنها تمسحُ دموع الأرض
يقف الأطفالُ بلا ظلال
تُحيط بهم الأوجاعُ
كحزامٍ من نارٍ
لا ينكسر.
الريحُ
كعادتها
تصرخ دون أن تلتفت
تقتلع الأحلام المعلقة في أهدابهم
تحملها بعيدا
إلى حيث لا يجرؤ القلب
أن يتبعها.
يا لحمق هذه العاصفة
كيف تُجادلُ أرضا لا تملك سوى الخوف
وكيف تُصارع أجسادا
صارت ظلالاً لذكرياتٍ ماتت؟
هل تعلم أنَّ القلوبَ
التي تنحني تحتها
لم تعد تعرف شكل الأمل
ولا طعمه؟
على الساحل
ليس ثمة وطنٌ
غير العيونِ المبللة بالأسى
ولا خيمةٌ تحميهم
سوى الصمت.
الأمواج تتألم
تضربُ بعضها كأنها
تحاول أن تتكلم
لكن الريح تمنعها.
أيتها الريح
عودي
أو امضي حيث لا تُسمع شكاياتُ الغرقى
وحيث لا ترى العيونُ
وجوها أنهكها السهرُ
على نيرانٍ
أكلت كل شيء
حتى النجوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق