حرصت عزيزة على بث كل ماتحويه روحها من جمال في روح وشخصية ابنها محفوظ وكذلك والده زغلول كان يفعل ولكن بطريقته ، وأيضا كانت شقيقته الكبيرة تفعل ، كما كان الشقيق الأكبر له يفعل ذلك ، كل يسقي محفوظ الجمال الذي في روحه بطريقته وبحسب ماتتميز به شخصيته ، وكان محفوظ يدرك منذ صغره كل هذه الأمور ، كان يستوعب بمنتهى اليقظة كيف أنهم جميعا يريدونه بالأجمل الذي فيهم ، فكان يأخذ من منابعهم هذه الجماليات ، يتشرب من أمه الروح الطيبة البسيطة المرحة الطموحة ، ومن أبيه روح المقاومة والإرادة القوية سعيا للأفضل ، ومن شقيقه الأكبر وحيد الرغبة في الوصول للأفضل بهزيمة كل المعوقات ، ومن أخته الكبيرة الذكاء والتخطيط مع التركيز على الأفيد دائما
ومحفوظ لم يترك منبع ضي حوله إلا وكان يستنير به في رحلته للمستقبل ، كجده هَليل الذي ظل لبعد الثمانين من عمره يستخدم دراجته ذهابا وإيابا مابين متجره الصغير الذي كان يبعد عن بيته عدة كيلومترات يوميا ، وجده هليل أيضا هو من كان يعطيه دروسا سياسية كلما جلس بجواره في الثامنة والنصف مساء كل ليلة يتابع معه نشرة أخبار الراديو ويشرح له كل مايقال فيها من أخبار
ومن جدته سكينة أحب الاعتماد على النفس ، حيث كانت تصنع لبيتها كل ماتحتاجه كتربية الدواجن و المخبوزات وماتزرعه بحديقة بيتها الكبيرة ، فكان محفوظ يشعر دائما في بيت جدته سكينة أنه يعيش في الريف
كثيرون من خارج أسرته الصغيرة ومن داخل عائلة والديه استطاعوا أن يتركوا بصماتهم على شخصية محفوظ ، زوج خالته ابن البشوات وأمه كانا دائما يحفزانه للرقي والسعي للحياة الأرقى ، وإن أبدى زوج خالته ظاهريا عدم الرضا عن محفوظ وشقاوته :
_ أنت ياولد كم مرة قلتلك مش عاوز أشوفك حافي كده؟
_ حاضر ، خلاص مش هعمل كده تاني
_ المرة الجاية لو لقيتك حافي همدَّك على رجليك
.. وغدا نعود مع ( ابن عزيزة وزغلول ..
.. محفوظ بهلول البربري 8 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق