إلى أين ستمضي أيها الوجع الداني والقاصي وخيبات ذاك الحول البائس لازالت تربث على كتفيك
إلى أين ستمضي وبشائر العودة لا توحي بغد يرسخ جذور كرامة موؤودة وبنود الإعتذار من جروح غائرة لم تلتئم بعد وتنام على حافة الصحف الصفراء القديمة
قاتلت عقبات خافقي من أجلك وذوبت تلك الخريطة العمياء في فنجان مزركش بهالة قمر خافت وحيث تبددت أحلام اليقظة الى أشباح لاتمشي إلا في جنائز المستضعفين ;كانت تنثر بذور الريحان على أعتاب حارة من جدارات عهد قديم وحيث تسلل العشق من بصيص نور كان يمتطي قنديلا أعرج يصرخ كالطفل العنيد الذي يرفض ساعة الفطام
الليل يتلوى في عبائة فضية ساخرة وحول شرفات الرحيل تتمدد طوابير الأسقام المزمنة هنا أصوات مبحوحة تتعالى في ساح العلقم تسيربهم الكواكب الى محطة مجهولة الهوية يفتعلون مكنونات العشق الكاذب فيقلبون الدجى إلى شروق مزيف ويعانقون السبات العميق على أجنحة الصباح الباسم حيث يقتات عمق المحيط من أعواد مراكب الموت
هنا مواء غريب لقطة سوداء تصارع مخاض الليل الفاضح فتحت عينيها الواسعتين على صغيرها المدلل حيث التهمته بشراهة خوفا من مخالب ذئاب الليل التي تتصيد الهمسات الدافئة هنا وهناك على حافة الطريق شيخ مهاجر تٱكلت هويته من فرط الصقيع البارد ينفث أشجانه في سيجارة متمردة تلتصق بشفاهه المتجعدة وتضم وقاره بلهفة شديدة لتتسول منه الدعوات ولأنها عشقه الأزلي كل هنيهة تتبناه نوبات الصرع الدامعة فينعي وطن التعاسة بحرقة حيث زج به خريف العمر في سجن عزلة قاتلة
وهناك تكبر براعم الأمس وتركض في حلكة بلا ضفاف تتوسدرصاصات طائشة و تحلق بلاحدود بين خيام البؤس والتنكيل سقط القناع المزيف والحول يتباهى بالميتم والمعتقل وشراسة الأغلال في كل ٱن وحين
جئت لأخبرك أنت وقوافيك الباكية على وطنك المسلوب انني كنت لك نعم العاشقة المؤمنة وكنت لي بئس الكافر المتمرد وأنني شيعت جثمان نصف حزني إلى مثواه الأخير وأن ملامح النصف الثاني توردت معالمها بحلول عام جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق