ما أريدهُ حقًا
ليس عرشًا في السماء
ولا تاجًا يُكَلِّل جبهتي برماد الكبرياء.
ما أريدهُ حقًا
ليس جيشًا يرفع راياتي
ولا سيفًا يشقُّ البحرَ كي أَعْبُر.
إنما أريدُ ظلًّا وارفًا
يُخفي جفاف أيامي
وينابيعَ تغسل أضلاعي من رمادٍ
خلّفته أحلامي المنطفئة.
ما أريدهُ حقًا
أن أستيقظ يومًا
دون أن أجد في عينيّ خنجرًا من الأخبار
ودون أن أصافح كفيّ
بأشلاء حلمٍ
مزّقتهُ أيادي الخيانة.
ما أريدهُ حقًا
هو وطنٌ
لا يبيع أبناءه في مزادٍ
ولا يغلقُ أبوابهُ أمام وجوهٍ
تعوي من الجوع كذئاب الصحراء.
وطنٌ
لا تُفَصَّل خرائطهُ
بمقصٍّ خفيّ
ولا يُطلِقُ النار
على ذاكرتهِ كلّما أرادَ أن ينسى.
ما أريدهُ حقًا
ليس أكثر من نافذةٍ
أطلُّ منها على وجهِ أمي
وعلى ضحكةِ أطفالٍ
لم تعرف بعدُ كيف ترسمُ الخوف
في رسائلهم المدرسية.
أريدُ شمسًا
لا تختبئ خلف سحب الدخان
وريحًا
لا تحمل رائحة الدم
في أنفاسها.
عماد نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق