★ (( المطففون )) ★.★ د/علوي القاضي ★
... المنهج الإسلامي منهج وسطي يدعم (الرأسمالية والملكية الفردية) ، ويحافظ عليها ، ويحميها بالتشريع والقوانين ، وكذلك يدعم (الملكية العامة) للدولة ، ويحفظها بالقوانين والتشريعات
... وحٍرص المسلم على إحترام الملكيات (الفردية) للغير و (العامة) للدولة من صحيح الإيمان ، وعنوان للتقوى والورع ، لأنه حينما يحافظ على ملكية غيره فهو بذلك يحمي نفسه وماله
... في طفولتي كنت حينما أقرأ سورة (المطففين) وقوله تعالى ( ويل للمطففين ) ، أظن أن المقصود بها البائع الذي يغش في الميزان ، ويعطي الناس أقل من حقوقهم ، وهذا التفسير غير كامل لأنه يخص المال الخاص والملكية الفردية فقط ! إذن فما هو المعنى الحقيقي الشامل للمطففين ؟! و ماذا تعني كلمة (مطفف) ؟!
... أحبابي كلمة التطفيف مشتقه من الشيء الطفيف الذي لايهتم به الناس لقلته يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراما فقط من عدة كيلو جرامات ، في نظره (شئ بسيط وقليل) ، لكن الله توعده في هذه السورة ! بـ (الويل) وهو إسم وادي في جهنم يسيل من صديد أهل جهنم والعياذ بالله !
... إذن من هم (المطففون ؟) بمعناها الشامل ، هم (الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) ، بمعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً ، وإذا حصل العكس ينقِصوا أو يُخسِئون حق غيرهم !
... فـ (المطفف) ، زوج يريد حقوقه من زوجته ، ويجبرها على إرضاء غروره ، وفي المقابل يظلمها وبجرحها ويُنقِصها حقَّوقها !
... (المطفف) ، مدرس يتقاضى مرتَّبه كل شهر كاملاً ، ويهمل الطلاب ولا يراعي ضميره ولايهتم إلا بأصحاب الدروس الخصوصيه !
... (المطفف) ، طبيب يترك المرضى الفقراء فى المستشفى وقت الدوام ويرعى ويهتم بمن يذهبون لعيادته الخاصه
... (المطفف) ، شخص يريد من الجميع أن يهتمّون به ، وهو قاطع لرحمه !
... (المطفف) ، هو مسئول التموين الذى يقدم الغث من البضائع للجمهور ويحتفظ بالجيد لأصحاب المصالح والمنافع
... (المطفف) ، هو من يستغل مقدرات وإمكانات مكان عمله بدون وجه حق
... المطفف ، هو الذى يعطل مصالح الناس ومقدراتهم ويحرص على توصيل الحقوق لأصحاب الوسائط والمنافع
... (المطفف) ، هو صاحب العمل الذي يعطى الفرص والحوافز لأشخاص بعينهم ويحرم منها عموم العاملين لأغراض فى نفسه !
... (المطفف) ، هو الكفيل الذى يأخذ من مكفوله أكثر من حقه ويبخسه راتبه أو يمنعه إياه !
... (المطفف) ، هو أستاذ الجامعة والقاضى ومدير المؤسسة الذى يعين إبنه فى مجال عمله ويحرم منها من هو أكفأ منه !
... والتدبر في الآية يجعل كل ذى عقل يفكر ! ، لأن معناها الجامع يشمل أدق جوانب حياتنا ! ، فهل نحن نراعي ضمائرنا في أعمالنا ؟ ، وفي حياتنا ؟ ، وفي علاقاتنا الإجتماعية ؟ ، أو حتى في علاقاتنا المادية ؟
... (ويلٌ للمطفِّفين • الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) ، ثلاث آيات فقط ! تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلا
... كل عام وحضراتكم بخير
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق