أنتشلتُ نفسي من غرقٍ كطوفانِ نوح
حلقتُ فوقَ القممَ و للسحبِ طموح
غنيتُ على مسرحِ الدنيا نشيدَ الروح
شيدوا أمامَ خطواتي سدوداً وصروح
لا أهابُ السقوطَ من الأعالي للسفوح
ألفَ طعنةً أصابتني ضمدتُ الجروح
أصلُ مبتغايَّ و متناسياً أثرَ القروح
لا أسألُ مبغضي تفاسيراً و لا شروح
أطيروا بأجنجةّ مكسرةّ وقلبي ينوح
لا أشكو جرحاً و الجراحُ مني تبوح
لا أبالي خيانةَ الناسَ ليَّ و الرموح
غدرَ قلبي لذاتي جعلَ الدمَ رشوح
اشتريتُ الرخيصَ بغالٍ وهو قبوح
ورفعتُ الواطيَّ بعالٍ فوقَ السطوح
وناصرتُ الضعيفَ حتى بلغَ الردوح
الرخيصُ باعني بغدرهِ و قررَ النزوح
و الواطيَّ بخيانتهِ اسقطني القبوح
والضعيفَ ما إنْ أشتدَ رماني طروح
أستعدتُ عقلي بينَ مساءً و صبوح
هجرتُ قلبي على أن أعيش مذبوح
و جعلتُ المنافقينَ دميةً قذرةٍ تنوح
و من المتملقينَ علفاً لجيادي الكبوح
ومن الخونةِ مستنقعاً بقذارتهِ يفوح
قررتُ أن أكونَ أو لا أكون إني سنوح
جعلتُ من ذاتي أن أكونَ دوماً طموح
لمْ يعدْ يهمني إلا نفسي بكل وضوح
نعم آثرتُ على أن أكونَ لذاتي نصوح
شطبتُ الماضي وباتَ حاضري صلوح
منطلقاً نحو المستقبلِ أنا ، بكل جموح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق