قصه قصيرة
علوي بن محمود
كان في حينا الجميل مجنون اسمه عويضان قيل انه كان سياسي كبير ضاع عقله في دهاليز السياسه الموحله وآخرون قالوا كان مدرسا عبقريا مل من بلادة الطلاب فاختار فقدان عقله
كان عويضان عاشقا للتناك نعم نعم التناك الفارغة يجمعها من كل الدكاكين ويرصها حيثما عن لخياله اكثر من سبعين تنكه جنب منزله الذي يأوي اليه وفوق الثلاثمئة تنكه على طول الحي الى الجوله وفي ركن الحافة له ثلاث رصات من التناك المتنوعه تناك تمر وشي حق جبن ابيض وشي طحينيه انواع وماركات وياويل ويله من تفاضل وحرك تنكه من مكانها يجن جنون عويضان وهات ياحجره حني اي رجما بالحجارة بلا هواده
تفكرت كثيرا في شأن عويضان وقلت في نفسي ومن يلومه هو مجنون في الاخير في زمن الجنون العظيم حد يجمع لوحات فنيه بالملايين وحد يجمع عشر مناصب سوا و١٥ راتب وحد يجمع فلوس وحد يجمع اراضي وعمارات وحفر وحد وحد....
وللناس في مايعشقون مذاهب
كنت ككل الناس اخاف الاقتراب والاحتكاك بعويضان خشية نوبات جنونه وياحجرة حني
لكنني تهورت يوما وسئلته عويضان ايش الي حببك بالتناك
قال لي بكل هدوء وكأنها حكمة العصور والازمنه : ياخي يعجبني صوتها لما تقربع وهي فاضيه احسه الصدق الوحيد الي بالدنيا
آخ ياعويضان مادرينا انته مجنون ولاتتجانن علينا كلامك فيه سحر وبلاغة
ومع ذلك مااملك الاان احترم حبك للتناك وجهدك في جمعها ورصراصها ودفاعك المستميت عليها من اي معتدي
غيرك مالقى شي ولاجمع شي ولاحافظ على شي
جائت لجنة تريد ان تختار شيخ للحي وقالوا رشحوا من تشوفوه مناسب
قفزت من بين الناس قلت عويضان شيخ الحي والي عنده اعتراض يسئل ياحجرة حني
ضحكوا وقالوا الاوالله انك مهبول زيه
قلت تمام بنشوف الايام بيننا
وهكذا تم اختيار بندر شيخ للحي وكان اول قراراته لخدمة الحي هي ازالة كل التناك
لكن عويضان وسياسته الحكيمة ياحجره حني خمع كمن راس وسيلها دماء وبقيت التناك بقربعتها الفارغه معلم من معالم حينا الجميل وذهبت مشيخت بندر على الفاضي
اجتمعوا مرة اخرى وقالوا مالحل في عويضان
قلت لهم عويضان شيخ الحي رغم جنانه عاد عنده منطق وعقل ثاني وانتم بهايم مالكم ومال تناك عويضان مستكثرينها عليه من الدنيا عندكم بلاوي الحي لاماء فيه ولاكهرباء ولاانارة والمجاري طافحه وانتم كل الي شاغل بالكم تناك عويضان
وكاني اخبرتهم سرا مصونا نظر الي الجمع باستغراب وهم فاغري افواههم من الدهشه
وتركتهم ومضيت وفي طريقي كل تنكه حصلتها تحت مكيف يقطر فيهامائه سرقتها من تحت البيوت والمحلات وبحثت عن عويضان وماان رأني احمل سبع تنكات حتى غضب واحمرت عينيه فزعت وتوقعت ياحجرة حني وجهزة راسي لفنعة حجر لكنه قال لي هاي ياوليد اعمل لتناكك علامه لاتغالطني بتناكي
قهقهقة انا ضاحكا بفرح آه مااطيب قلبك واحكم عقلك ياعويضان
وقلت له ياعويضان ذولا التناك السبع جبتهم لك ترصهم على مزاجك ماحد مثلك يرص التناك
نظر الي عويضان وضحك وقال لي والله انك ذواق بالتناك طيب ولانك فنان مثلي بارويك كيف بسويهن امشي معي
في منتصف الحي كان هناك شجرة مريمرة ضخمه طلب مني وضع التناك تحتها
وقال لي عويضان رح بيتكم جيب ديسميس وحبال وتعال سريع
رحت واتيت بالمطلوب
نظر لي عويضان بمرح وقال هي شف الان كيف باعمل
عمره بحياته ماحد مدلي بتنكه فاضيه وانا بخلي تناكك ذولا اشهر من ساعة بيج بن بس اباك تساعدني قلت ابشر وانا معك
واخذ عويضان الديسميس وخزق التناك من تحت وربط الحبال وتسلق الشجره وقال هي مدلي بتنكه مع الحبل وناولته وهكذا علقنا سبع تناك في غصن شجرة المريمرة في منتصف حينا
نزل عويضان ووقف بجانبي قالي هاه كيف شفتهن
قلت كانهن سراجات معلقه
نظر الي شزرا وقال اصبر قليل بتتحرك الريح وبتشوف
وفعلا عما قليل هبت الريح واصطكت التناك ببعضها مصدرة صوت القربعه الفاضيه ضحك عويضان بل قهقهه ضاحكا وقال هاي اسمع اسمع هذي ولاسيفونية موزارت السبعين
ضحكت بدوري وقلت نعم نعم والله انك فنان ياعويضان
طبعا حقد علي كل اهل الحي منشان الهمت هذا المجنون الطيب بجرس مايخطر عالبال يقرع ليل ونهار كل ماهبت الريح
ولكن كان لعويضان راي آخر كل من شتمني او لعنني ودري به عويضان مايحس الا بايا حجرة حني على راسه
الى ان سكتت كل السنت الحي الذي لم يعد يسمع فيه الاقربعة تناك عويضان .
علوي بن محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق