بلوك العقل
بقلم دلال جواد الأسدي
يتفرّع هذا الموضوع إلى عدد من الجوانب نفسية وسلوكية متعددة، وله أبعاد وآثار عميقة على النفس.
من وجهة نظري الخاصة، أرى أن من يصل إلى مرحلة “البلوك العقلي” يكون قد بلغ درجة من الوعي والنضج، تجعله المتحكم الأول والأخير في ذاته، حيث يصبح قادرًا على طرد من لا يستحق من ساحة نفسه. حتى وإن اضطر للتعامل مع هؤلاء الأشخاص في حياته اليومية بشكل دائم أو متقطع، فإن البلوك العقلي يُهيّئ للنفس بيئة كاملة من التجاهل، وكأنها تعيد الشخص إلى نقطة الصفر، وتُرجعه غريبًا كما لو لم يكن له وجود سابق في حياتنا.
وهنا تتجلى أمامنا عدة حقائق وقناعات:
اتخاذ قرار التغيير في المنظومة الفكرية تجاه الأشخاص أصبح ينبع من داخل الذات. يمكن تشبيهه بانعقاد مجلس شورى داخل الروح، يُصدر قرارًا نابعًا من المصلحة العامة للنفس، يقضي بنبذ هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص، وكأنهم لم يكونوا أبدًا جزءًا من حياتنا.
وفي بعض الأحيان، حين نلتقي بأشخاص اختلفنا معهم، لا نرى فيهم ملامحهم السابقة، ولا نشعر تجاههم بشيء: لا محبة، ولا كراهية، ولا رغبة في الانتقام، ولا حتى في الصلح. فقط “لا شيء”. وهذا يدل على أن العقل قد برمج شعوره على الحظر، وأعاد الحالة إلى نقطة الصفر، مطبقًا قرارًا اتخذته النفس في لحظة وعي حاسمة، وصار يُترجم في الشعور والسلوك معًا
دلال جواد الأسدي
Dalal Alasadi

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق