الاثنين، 21 يوليو 2025

حين تغير وجه الصباح بقلم وفاء داري

 حين تغيّر وجه الصباح في أقصى الحضور 

 

(١)

مُذْ غبتَ…

تغيّرَ شكلُ الصباح

صار الضوءُ يتلعثمُ عند العتبة

وكأنّ البيتَ نسيَ طريقة التنفّس

كأنّ جدرانه تبحث عنك في الفراغ

 

(٢)

الكرسيُّ وحيد،

والضحكةُ التي كانت تتدلّى من زواياك

تجلس الآن صامتةً على رفّ الغياب

يا من تسكنُ جهة القلب

منذ أن ارتحلَ الظلُّ عن جدراني

يا بُنيّ…

أنتَ لم تبتعد

بل تحوّلتَ إلى حضورٍ لا يُرى

لكنه يُحَس..

ويُلمَس في صمتِ الأمكنة

 

(٣)

لم ألمحك بعيني..

بل بشيءٍ في داخلي

يرتجف كلّما مرّ طيفك

بلمسة الأب الذي يخبّئ قلقه في الدعاء

صافحتُك آخر مرّة

فأزهرتُ قلقًا لا يذبل

 

 

(٤)

رحماك ربِّ…

في عينيه ذلك العمق البنيّ المتّقد بالسكينة

ما كان ماءً بل قَسَمٌ يسري في دمي

وحنينٌ لا يسعُه المكان

 

(٥)

أرحلتَ؟

لا…

بل انتقلتَ من بين يديّ

إلى فسحةِ الرجاء

من صخبِ البيت

إلى صمتِ العلاج

من ضحكتِك الصغيرة

إلى صورةٍ على جدار الذاكرة

 

(٦)

كلّي يناديك

بصوتٍ لا يسمعه إلا الله

تركتَ الغرفة

لكنّك تتجوّلُ في روحي

على هيئة صلاة

أو خفقةٍ بين سهوٍ واستغفار

 

(٧)

أنت الغائب الحاضر

المقيم في قلقي

في دفاتر الرسم المهجورة

في اللّعبة التي لم تُكمِلْها

في الليل الذي صار أبطأ… دونكَ

 

(٩)

أأكتبُ إليك؟

أم أترك القصيدة تنام بين يديك

مثل غطاءٍ خفيفٍ

من حنيني عليك؟

 

(٩)

يا صغيري، يا شجرتي الصغيرة

لقد رحلتَ…

لكنّك لم تغادرني

صرتَ اسمًا يمشي في ذاكرتي

وصورةً تضيء من جهتي وحدي

 

(١٠)

أنتَ…

نبضٌ مؤجَّل في القلب

وأمنية تمشي على قدمين

تركتَ المكان..

لكنّك ما زلتَ المساحة التي أتنفّسها

والدعاء الذي يُختتمُ بآمين.

وفاء داري / فلسطين 

الشكر والتقدير للخطاط الفنان: راكان الصمادي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نيران الأسى بقلم سعاد حبيب مراد

---   سيدة الأبجدية  سعاد حبيب مراد  البحر المتقارب   نيران الأسى  مطر يهطل ودمع العين يذرف أهطالا  وسهمُ الفراقِ جَراني جَرَا بكيتُ ودمعي ...