الأحد، 2 نوفمبر 2025

وجه جديد بقلم نور شاكر

وجه جديد 
بقلم: نور شاكر 

جرح فوق جرح...
تراكمت آلامنا كطبقات من وجع
كل ألم كان يُضيف ندبة جديدة على أرواحنا
حتى أصبحت قلوبنا خريطة مليئة بالشروخ
مررنا بالخذلان، بالخيبات، بالانكسارات
وانهالت علينا الليالي القاسية كالمطر العاصف

لكن رغم ذلك
كنا ننهض في كل مرة من تحت ركام الوجع
نلملم أشلاء أرواحنا المتناثرة
نرمم جراحنا بأيدينا
ونبتسم ابتسامة تتحدى العدم

تراكمت الآلام فوق بعضها
حتى صنعت منا جبالًا لا تهزها ريح
والنتيجة...
أن العمر الذي شيدناه كان مبنيًا أولاً بالخوف
ثم بالقلق، ثم بالانتظار
حتى جاء يوم لم نعد فيه نهاب شيئًا
لا خسارة، ولا خذلان، ولا حتى فراق

أصبحنا أقوياء...
بوجه جديد لا يشبه وجوه البدايات
وجه نضجته الأيام وأحرقته التجارب
وتركت على ملامحه قصصًا لا تُروى إلا للسماء

تركنا خلفنا الضعف
نسينا وجوه الخوف
وأغلقنا أبواب القلق بإحكام
مضينا نحمل على أكتافنا يقينًا لا يتزحزح
أن الحياة لا تمنح الرحمة
بل تصنعك كما تصنع النار الذهب الخالص

رسمنا درب الحياة خارطة عجيبة
من مهد الطفولة حيث البراءة البيضاء
مرورًا بمحطات الألم والحلم والانكسار
حتى نصل إلى ظلمة الكفن
حيث تكون النهاية حتمًا
ولكن، دون أن ننكسر

نحن الآن مستعدون...
واقفون في المنتصف بكل شموخ
قد اجتزنا بداياتنا بأوجاعها وأحلامها وخيباتها
فلا خوف علينا من النهايات بعد اليوم
لقد عرفنا أن أقسى النهايات
لا تستطيع قتل الأرواح التي تعلمت كيف تحب الحياة رغم كل شيء.

نحن الوجوه الجديدة
وجوه لا تتوارى خلف الخوف
ولا تنحني أمام الحزن
بل تبتسم بثقة في وجه القدر
كأننا نقول للعالم:
نحن أبناء الألم، وأبناء القوة
وسنظل رغم كل شيء
نحيا...
نحيا بلا خوف... وبلا ندم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...