الأحد، 2 نوفمبر 2025

شراع النور بقلم سليم عبد الله بابللي

شراع النور
بقلمي : سليم بابللي

من البحر البسيط 

-----------------------

في كُلِّ مَجدٍ بِها إذ يُضربُ المثلُ

ما من سبيلٍ أتى إلّا لها جملُ

طوبى لإدلبَ ما صالت و ما وصلت 

بين القلوب و طوبى أينما تصلُ

في كُلِّ شِبرٍ ترى أبناءها مطراً

عِندَ الخطوبِ نُسوراً مُرّداً هطلوا

مقدامةٌ معطاءةٌ ما خابَ قاصدُها

في عوثجٍ مُظلمٍ يزهو بها الأملُ

ما جفّ منبعُها أو كفُّها انقبضت 

أو قَلَّ مِن قدرِ ما رامت له الإبِلُ

في كُلّ مُنعطفٍ فازت مشيئتُها

لا حَظّ في ثنيِها ما جَنَّد الجدلُ

إحسانُها حاضِرٌ و الجودُ شيمتُها

روحُ الفضائلِ في الإيثارِ تُختَزلُ

أعلامُها تُقتدى في كل معتركٍ

فوقَ المُحالِ لها في مغنمٍ طلَلُ

الليلُ تُسرجُهُ نوراً و تسرجُهُ

نحو المُرادِ خيولاً للمنى تَصلُ

مِلء الصُّواعِ تُهادي و هي مُغمِضَةٌ

حتى تَعَجَّبَ من مِدرارها الهَطَلُ

تسبي العقولَ بِكفًّ قاثِمٍ أَنِفٍ

يُعطي الكفوفَ حِباءً ضِعفَ ما سألوا

في هِمَّةٍ فَجَّرت مِن فَجرِها شُهُباً

للياسمينَ تلاشت عندها الحِيَلُ

عينُ المروءةِ ما غابت بصائرُها

في ضفتيها شِراعُ النورِ يكتحِلُ

رُغمَ المآسي عَلَتْ كالطّودِ شامِخَةً

ما نالَ مِن صوتِها حُزنٌ و لا وَجَلُ

أعتى الرياحَ على أعتابِها كُسِرت

باءَ الغريمُ و باءت دونَها دُوَلُ

أرضَ الرّباطِ لِما قد واجَهَت دُعِيت

و العزمُ بادٍ على أركانها جَبَلُ

هل ينتمي طُهرَها منَ ضَلَّ منهجَها

و الطفلُ في مَهدِها من مهدهِ رَجُلُ

مِن عينِها تأخُذُ الأقدارُ وُجهَتَها

في طَرفِها أجَلٌ إن أَومَأَت أجلُ

و القولُ فعلاً بَدا مِن نُطقِ أحرُفهِ

في كَدِّها يلتقي الإيمانُ و العملُ

يا أمَّ أيكِ النّورِ زيدي رِفعةً

يا حُضنَ مُزدَلِفٍ ضاقت به السُّبُلُ

حُيّيتِ و الدّمعُ في الأجفانِ منهمرٌ

مِمَّن إليكِ أتوا أو عنكِ إذ رحلوا 

بوركتِ يا مَن حَبَاها اللهُ مَأثرةً

في جبهةِ النَّصرِ أضحت للضُّحى قُبُلُ

خمسون دهراً و في أكبادنا لَهباً

يكوي الضلوعَ و في إِقدامِنا خَجَلُ

خمسون دهراً و في الأصفادِ مِئذنةٌ

تروي الهموم و يروي نبضها الثَّقَلُ

خافَ الظّلامُ بَريقاً مِن سَنا يَدِها

مِن أجْلِه حُمِّلت ما ليس يُحتملُ 

سوطُ المظالِمِ أفضى صرخةً سبَقت

صوتَ البلاسم مِنها الجرحُ يلتئمُ

أصداؤها أيقظت في عزمنا لهباً

قَدّ السلاسلَ و انهارت بها كُتَلُ

يا صرخةً تأتسي نهجَ الغمامِ فما

إن مَرَّ في قاحِل حتى طغى الخَضَلُ

و الزهرُ ينمو ضفاف الدربِ منتشياً

يروي لنا غالباً أخبارَ مَن رحَلوا

إرثَ البطولةِ فيها بيرقٌ شَرسٌ

ما ضاعَ قَيدَ الثرى أقداسَ ما بَذَلوا

نحوَ السَّماءِ صُدورٌ أينعت ثِقَةً

بالخافقينِ سيوفَ النّصرِ إذ صُقِلوا

كم من دروبٍ تماهت وجدَ سالِكِها

لا يخذُلُ الدَّربَ إلا من به خَلَلُ

جارَ الزّمانُ و أجرى نابُه قِصصاً

تُدمي الصخورَ و تُربي للأسى عِلَلُ

شعبٌ تَعاضَدَ للتحريرِ مَلحَمَةً

حازَ اليقينَ و عَزمُ الفتحِ يحتفلُ

فوقَ الشُّموخِ ليبني عِشقَها وَطناً

في مِنَّةِ اللهِ عِقدُ الحُلمِ يكتملُ

فارفع جبينكَ فوقَ الغارِ مُنتصِباً

و افرِدْ جناحكَ عِزّا أيها البطَلُ

سليم عبد الله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...