بقلمي : د/علوي القاضي .
... الشعور بتضارب المشاعر ، مثل الفرح والحزن في آنٍ واحد ، هو حالة إنسانية طبيعية وشائعة للغاية ، ويُعرف هذا المفهوم في علم النفس باسم (التناقض العاطفي ، Emotional Ambivalence)
... فعلى الرغم من أن الثقافات العديدة قد تجد صعوبة في استيعاب فكرة تعايش المشاعر الإيجابية والسلبية ، إلا أن الدراسات النفسية تؤكد أن إحداها لا تلغي الأخرى ، ومن الطبيعي جداً أن نشعر بهما معاً
... لذلك معظم العلماء يُستخدمون مصطلح (حلو ومر ، Bittersweet) لوصف هذه الحالة بدقة ، حيث تجتمع السعادة مع مسحة من الحزن أو الألم في نفس اللحظة
... وينشأ هذا التضارب غالبًا في سياقات معقدة ، مثل :
★ الحنين إلى الماضي ، فقد نتذكر أوقاتاً جميلة تثير فينا الفرح ، لكن إدراك أن تلك الأوقات قد ولّت يسبب الحزن .
★ الأحداث الكبرى : فالشعور بالفرح لفوز ما ، ممزوجاً بالحزن على التضحيات التي قُدمت للوصول إليه
★ العلاقات المعقدة : فحب شخص ما بشدة والشعور بالإحباط من بعض عاداته في نفس الوقت
★ الشفاء من فقدان : يمكن إيجاد لحظات من الفرح أثناء التعامل مع الحزن المستمر على فقدان شخص عزيز ، وكلا العاطفتين حقيقيتان وجزء من عملية الشفاء
... لذلك أهم شئ في التعامل مع تضارب المشاعر :
★ القبول : فمن المهم إدراك أن هذه المشاعر المتناقضة صالحة وحقيقية ، ولا ينبغي كبت أي منها
★ التعبير الصحي : يمكن التعبير عن هذه المشاعر بطرق صحية ، مثل التحدث عنها مع الأصدقاء أو كتابتها ، للمساعدة في فهمها وإدارتها
★ طلب المساعدة : في حال كانت هذه التقلبات المزاجية شديدة وتؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير ، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب أو مختص نفسي لاستبعاد أي حالات كامنة مثل اضطراب المزاج الدوري
... لذلك فإن تضارب مشاعر الفرح والحزن هو جزء أصيل من التجربة الإنسانية الغنية والمعقدة ، وليس بالضرورة خللاً نفسياً
... لذلك فإن تضارب مشاعر الفرح والحزن في وقت واحد هو شعور طبيعي وصحي ، ولا يعني بالضرورة وجود مشكلة نفسية ، بل قد يشير إلى النضج العاطفي والقدرة على فهم جوانب الحياة المختلفة
... يمكن أن يحدث هذا الشعور في مواقف معقدة ، حيث تكون هناك أسباب للفرح وأخرى للحزن في نفس الوقت ، مثل الفرح بالوصول إلى مرحلة جديدة مع الحزن على ترك شيء قديم ، أو الشعور بالسعادة عند تحقيق هدف مع تذكر التضحيات المبذولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق