الأديب. أمين منصور المحمودي
يا وَحْشَةَ الدُّنْيا
عَلى قَبْرِ الحَياةْ
مَنْ يُخْبِرُ الأَحْياءَ
ما مَعْنَى الحَياةْ؟
إلّا اليَمَن...
ما لِليَمَن...
إلّا عَذابُ القَبْرِ
في عِزِّ الحَياةْ
مَرَّتْ غُيومُ المَوْتِ
مِنْ فَوْقِ اليَمَن...
تَرْمي جَهَنَّمَ لِلبَشَر
وَالبَحْرُ لا يَرْحَمْ
قَدْ جَفَّ فيهِ الخَيْرُ
وَاشْتَدَّ الحِصارْ
المَوْتُ لا يَشْبَعْ
وَاللَّيْلُ لا يَهْجَعْ
بِهِ الطِّفْلُ اليَتيمْ
وَالفَقْرُ...
ما لِلفَقْرِ
إلّا في اليَمَن دُنْيا
وَأَهْلُ الأَرْضِ يَتْرُكُهُمْ
يُخَيِّمُ في اليَمَن
ما لِليَمَن...؛
إلّا جَهَنَّمْ
نَحْنُ مَنْ أَوْقَد
جَمْور الحِقْدِ فيها
نَحْنُ نارُ الخُلْدِ فيها
نَحْنُ فيها الوَيْلُ
بَلْ نَحْنُ مَنْ يَبْنِي بِها
بِئْسَ المَصيرْ
أَيُّ دُنْيا نَحْنُ فيها؟
أَيُّ إِيمانٍ يَمانٍ؟
أَيُّ حِكْمَة؟
أَيُّ أَرْضِ الجَنَّتَيْنِ؟
أَيُّ أُخْرَى
بَعْدَ ذَنْبِ اليَوْم؟
أَيُّ حُورِ عَيْنٍ
تَقْبَلُ مِنّا
مَنْ شَبَّ نارَ الحِقْدِ
وَالفِتْنَةْ؟
حَتْمًا سَنَهْوِي
مِنَ الصِّراطْ
وَقَدْ ضَلَّتْ بِنا اليَوْمَ الطَّريقْ
ماذا سَنَفْعَلْ
في جِنانِ الخُلْدِ؟
ماذا...
وَنَحْنُ اليَوْمَ نَفْعَلُ ما تَرى،
يا رَبّ؟
نَقْتُلُ،
وَنَسْفِكُ كُلَّ يَوْمٍ
نَهْرًا مِنْ دَمِ البَراءَةْ
ماذا نَقولْ
وَأَنْتَ تسْأَلُ يا عُمَرْ:
لِمَ لَمْ تُهَيِّئْ لَها الطَّريقْ؟
شَعْبٌ يَمُرُّ عَلَى الطَّريقْ
يَرى عِنْدَ القُمامَةْ
"طِفْلَةً وَأَخًا لَها"
يَبْخَل عَلَيْهِمْ
حَتّى في رَدِّ السَّلامْ
ماذا نَقولْ
وَأَنْتَ تَسْأَلُ يا عُمَرْ،
ماذا نَقولُ أَمامَ اللهِ؟
ماذا؟
لَسْتُ أَدْرِي...
ما يَقولُ لِسانُ حالِكَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق