بقلم/نشأت البسيوني
وكانت الايام تمر عليهم كما لو انها صفحة واحدة طويلة من كتاب بلا نهاية كل يوم يحمل معه أحداث صغيرة لكنها ثقيلة على القلب لأن كل لحظة بعيدا عن الآخر كانت تعني نقصا في الروح وكل لقاء كان كأنه شفاء لكل الجروح القديمة وكانوا رغم كل العوائق والقيود المحيطة بهم يشعرون بأنهم معا في مساحة لا يمكن لأي أحد اقتحامها أو نزعها منهم كانوا يعرفون أن الحب الذي يجمعهم ليس
مجرد شعور بل هو وجود متكامل روح بروح قلب بقلب حتى لو الظروف أجبرت كل واحد على الابتعاد أو المشي في طريق منفصل كان كل منهم يشعر بأن الآخر معه مهما تباعدت المسافات وكانت اللحظات القليلة التي تجمعهم تكفي لتعوض كل غياب وكل ابتعاد وكل تعب مروا به وكانت الليالي الطويلة لهم فرصة ليشعروا بوجود بعضهم البعض حتى لو لم يلتقوا فالخيال يربطهم سويا وكان كل
واحد منهم يعيش في كل يوم تفاصيل اليوم الآخر وكأنه جزء لا يتجزأ من حياته وكان كل نبضة قلب وكل نفس هو بمثابة رسالة سرية تصل إلى روح الآخر بلا كلمات وكل همسة صمت تحمل معنى لا يفهمه أحد غيرهم وكانت الصعوبات التي تمر بهم تزيد من تعلقهم ببعض وتجعلهم أكثر اقتناعا بأن وجودهم معا مهما كان محدودا أو صعبا هو الشيء الوحيد الذي يعطي للحياة معناها وكانت الأيام
الصعبة تعلمهم الصبر وتعلمهم أن الحب الحقيقي لا يقاس بالمسافات ولا بالظروف ولا بالوقت بل بالقدرة على الثبات مع من تحب مهما كانت الصعوبات وكان كل لقاء بينهم مليئا بالشعور بالانتماء والأمان وكأن العالم كله يختزل في هذه اللحظة الصغيرة وكان كل منهم يعرف أن هذه اللحظة تكفي لتجديد طاقته ليواجه الأيام المقبلة حتى لو كانت مليئة بالقيود والظروف الصعبة وكانوا
رغم ذلك يشعرون بالفرح والرضا لأنهم يعرفون أن حبهم أقوى من أي قوة خارجية وأنه رغم كل شيء سيبقى يربطهم مع بعضهم البعض بطريقة لا يستطيع أي شيء أن يمسها أو يغيرها وكان كل منهم كلما حاول التفكير في مستقبلهم يجد نفسه يعود إلى نفس الفكرة أن البقاء مع الآخر هو كل ما يريد وكل ما يحتاج وأن أي شيء آخر لا يستحق اهتمامه وكانوا يعرفون أن الحياة لن تمنحهم
الحرية الكاملة ولكن كل لحظة يقضونها سويا هي الحرية الحقيقية وأنهم قادرون على تحمل أي ألم طالما كان قلب الآخر قريب منهم مهما ابتعدوا جسديا وكان كل يوم يمر يثبت لهم أن الحب الذي بينهم ليس مجرد علاقة عابرة بل هو حالة وجودية كاملة تجعل كل منهما يشعر بأنه موجود حقا وأن الروح الأخرى هي التي تعطي الحياة طعمها ودفئها وكانوا رغم كل الظروف كل يوم يكتشفون
أشياء جديدة عن بعضهم البعض ويكتشفون أن الحنين والاشتياق أصبحا جزءا من حياتهم وأن كل كلمة أو نظرة أو لمسة بسيطة تحمل معها قوة أكبر من أي حدث كبير وكانوا يعرفون أن الزمن مهما حاول أن يفرق بينهم فإنه لا يستطيع لأن ما بينهما رابط عميق يمتد إلى أبعد من أي قيود ويغمر حياتهم بالمعنى والسكينة حتى في أصعب اللحظات وكانوا مع كل يوم يمر أكثر اقتناعا أن الحب
الحقيقي لا يضع حدودا ولا يحتاج لموافقة أحد ولا لشهادات رسمية بل يحتاج فقط لروحين مرتبطتين بروح بعضهما البعض يتفهمان بعضهما بدون كلام ويكفيهما هذا الفهم ليعيشا الحياة رغم كل شيء وكانت هذه العلاقة تجعل كل منهما أقوى وأكثر قدرة على مواجهة ضغوط الحياة اليومية وكان كل لحظة بعيدا عن الآخر تزيد من الإحساس بالشوق وتجعل اللقاء مهما كان قصيرا مليئا
بالمعاني العميقة التي تعوضهم عن كل غياب وكانت الأيام الصعبة تعلمهم الصبر وتزيد من تعلقهم ببعض وتجعلهم يدركون أن الحب الحقيقي لا يزول ولا يخف ولا ينكسر بسهولة وأن الروح التي تعلقت بروح أخرى لا تعرف الانفصال الحقيقي مهما حاولت الحياة أن تفرق بينها وبين نصفها الآخر وكانوا يعرفون أن الحياة رغم قسوتها تمنحهم لحظات صغيرة مليئة بالسكينة والمحبة وهي تكفي
لأن تجعل كل تعبهم وكل صبرهم ذا معنى وكان كل يوم يمر يزيد من ربطهما ببعض ويدفعهما لأن يحافظا على ما بينهما مهما كانت الظروف وكانوا يعيشون على هذا الأمل والثقة بأن ما جمعهما القدر لا يمكن لأي شيء أن يفرقهم وأن هذه المساحة التي يملكانها معا مهما كانت محدودة هي أكبر من كل العالم وأكثر أمانا من أي مكان آخر وكان كل يوم يزيد يقينهم بأن وجود بعضهم في حياة الآخر
هو كل ما يحتاجونه للبقاء والعيش والسعادة الحقيقية وكان كل لحظة معهم تكفي لتعوض سنوات من الغياب وكل لمسة وكل نظرة وكل ابتسامة كانت بمثابة شفاء لكل جرح قديم وكانوا يعرفون أن الحب الذي بينهما ليس مجرد شعور بل هو حياة كاملة تشاركوا فيها كل لحظة وكل نبضة وكل صمت وكل فرحة وكل دمعة وكل صبر وكل حلم وكل أمل وكل رغبة وكل اشتياق وكل أمل وكل قوة وكل
ضعف وكل ضعف وكل حنين وكل نبضة وكل شعور وكل كلمة غير منطوقة وكل لحظة صغيرة تكفي لتجعل حياتهم معا أغنى وأقوى وأعمق وأكثر ثباتا وكل يوم يعدي يزيدهم اقتناعا بأن وجود الآخر في حياتهم هو كل ما يحتاجونه ليظلوا قادرين على مواجهة كل صعوبات الدنيا مهما بلغت وكل يوم يعدي يثبت لهم أن الحب الحقيقي ليس مجرد كلمات أو وعود ولكنه التزام بروح الآخر
واستمرار في ربط حياتهم ببعض مهما كانت الصعوبات والعوائق والقيود وكانوا يعرفون أن البقاء معا مهما كانت الظروف هو القوة الحقيقية والحياة الحقيقية وأن أي شيء آخر مجرد تفاصيل صغيرة لا قيمة لها مقارنة بما بينهما وكانت حياتهم تمضي بين لحظات انتظار ولحظات لقاء ولحظات حنين ولحظات فرح ولحظات صبر ولحظات ألم ولحظات ضحك ولحظات دموع وكل
لحظة كانت تضيف بعدا جديدا لحبهم وتزيده عمقا وقوة وتعلما على فهم بعضهم البعض وعلى التعلق بروح الآخر حتى لو لم يكن معهم سوى الوقت الضيق الذي تمنحه لهم الحياة والقدر وكانت كل لحظة يقضونها معا تمنحهم إحساسا بالأمان وبالحرية وبأن العالم مهما حاول أن يقيدهم لا يمكنه أن يمس مساحتهم الخاصة ولا يمكن أن يفصل روحا عن روح وكانت الأيام تمر عليهم وكأنها مجرد
تفاصيل صغيرة لا تعني لهم شيء أمام اللحظة التي يجمعهم فيها القلب بروح القلب وكانوا كل يوم وكل لحظة يشعرون بأن حبهم ينمو ويزداد قوة وأن كل ابتعاد يقوي اشتياقهم وكل لقاء يجدد حياتهم وكل كلمة وكل نظرة وكل إحساس وكل لحظة يقضونها معا تجعلهم أقوى وأكثر تعلقا ببعض وكل شيء آخر في الحياة يبدو صغيرا أمام هذا الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق