(من غزل الشّباب قبل 50 سنة)
دَعَيَا الظَّلَامَ فَمَا الظَّلَامُ مُحَبّبُ
والـلَّـيْـلُ ظُـلْـمُ والدَّيَاجِي تُرْهِبُ
دَعَـيَا الـظَّـلَامَ، فَلِلـصَّبَاحِ أَشِعّةٌ
تُنْشِي الحَدَائِقَ والطُّيُورَ فَتُطْرِبُ
وذَرَا، خَلِيلَيَّ الحَدِيثَ عَنِ الدُّجَى
فَالـوَصْفُ مِنْـهُ مُحَبَّـرٌ، مُـتَـغَـرِّبُ
لَا النُّورُ فِيـهِ، ولَا الصَّبَاحَةُ تَعْتَلِي
قَسَمَاتِهِ، فَـهْـوَ المُخِيفُ الـمُرْهِبُ
وتَــعَالَــيَـا أُلْـقِ الــنَّـشـِيدَ إلَـــيْــكُـمَا
بِعَـقِيقِ هَذِي العَيْنِ، إِنِّـي مُطْرِبُ
فَــهْــيَ الـرَّبِــيعُ بِــزَرْعِـهِ وحُــقُـولِهِ
وَهْيَ السَّمَاءُ بِصَحْوِهَا لَا تُسْحِبُ
وَهْـيَ الـمِــيَــاهُ بِـصَفْـحَـةٍ مُخْضَـرَّةٍ
بَعْدَ الأَصِيلِ، فَسَطْحُهَا يَتَخَضَّبُ
وَهْيَ الـزَّبَـرْجَدُ فِي إِطَـارٍ سَبِـيكَةٍ
وَهْـيَ الـلّآلِـئُ، والإِطَـارُ مُـذَهَّـبُ
هِــيَ جَـنَّــةٌ، إِنْـسَــانُــهَـا مُــتَـوَرِّدٌ
مُتَـلَأْلِئٌ، مُتَخَـضِّبٌ، مُعْشَوْشِبُ
حَـفَّتْ بِـهَا سُودُ الـرِّيَاضِ تَكَاثُـفًا
فِي بَـحْـرِ نُورٍ طَافِـحٍ، هِيَ أَهْدُبُ
لَا تُــذْكَـرُ الـفَـيْــحَاءُ عِنْدَ تَذَكُّرِي
زُرْقَ العُـيُونِ، فَفَـضْلُهَا لَا يُحْسَبُ
فَلَئِنْ جَرَتْ تَـحْتَ الجِنَانِ مِيَاهُهَا
فَـالـعَـيْـنُ مَاءً واخْـضِـرَارًا تَـسْكُبُ
ونَـعِــيـمُـهَـا وأَدِيـــمُــهَا وسَـمَــاؤُهَـا
يُـــبْكِي الــقَــوَافِي لَحْـنُـهَا، ويُـعَذِّبُ
جَـهْـلًا أَرَى لَيْلَ العُيُونِ قَصِيدَةً
فَقَصِيدَةُ الأَلْحَاظِ، سَهْـلٌ مُعْشِبُ
أَبْــيَاتُـهَا سِـحْرُ الـجُفُونِ ولَحْظُهَا
وضُــرُوبُـهَا مَرْجُ العَقِيقِ، المُسْهِبُ
سَـلَـبَــتْ نُـــهَـايَ بِـنَــفْـحَــةٍ أَزَلـــِيَّـةٍ
مِنْ سِـحْرِهَا، وفُنُونُـهَا لَا تَنْضُبُ...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق