نَحنُ يا حبيبَتي
أبناءُ زمنٍ
كانَ يَمشِي على مَهَل
لا يُسرِفُ في الفَرح،
ولا يُعلِنُ الحُزنَ والوجل.
كانَ الحُبُّ يومَها
لا يحتاجُ إلى حُجَّة
ولا إلى صورة
ولا إلى اعترافٍ مكتوب...
كانَ يكفينا أن نَتَبادَلَ النَّظَر
حتَّى ندخُلَ معًا
في هُدنةٍ طويلة
مع عالم الغزل.
أين ذَهَبَ ذاكَ الزَّمن؟
الذي كانت فيه القُبلةُ وعدًا
واللَّمسَةُ عَهْدًا
والصَّوتُ دفءًا
ينزلُ على القلب
مثلَ أوَّلِ المطر...
اليومَ يا حبيبتي
أصبحَ الحُبُّ سريعًا
يُهرولُ خائفًا من البقاء
وأصبحتِ القلوبُ تُحبُّ
على عَجَل.
وتُفارِقُ
على عَجَل.
وأنا…
ما زلتُ أُحبُّكِ
ببطءِ ذاك الزمن
أكتبُ اسمَكِ
على راحةِ كفِّي
وأخافُ أن يمحُوه البلل.
أُقبِّلُ شَيبَ الرُّوحِ فيكِ
كما تُقَبَّلُ الوردةُ
قبل أن تذبل السبل.
يا ابنةَ الزَّمنِ الجميل
كُونِي مطرًا
كوني نارًا
كوني ما شئتِ…
فأنا رجلٌ
ما عادَ تغريهِ القبل.
أنا رجلٌ
يُحبُّك
كما كانَ الحُبُّ
قديـمًا:
صامتًا…
عميقًا…
لا يمحوه أجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق