أنا ليلى :
يا من يهمس قلبها باسم الليل
تجلس بين ظل القمر ونسيم الغيم
تستمع إلى صوتها الداخلي
ذلك الصوت الذي يعرف
كل أسرارها قبل أن تعرفها هي
يهمس لها القلب بصوت خافت : أنا هنا
ألا تسمعين دقاتك تتحدث عن رغبة مختبئة ؟
كل لحظة تمر بك ، تحملك إلى عالم آخر
حيث لا قيود للروح ، ولا حدود للخيال
ليلى تميل برأسها ، تستشعر كل نبضة في قلبها
تسمح للظلال بأن تحيط بها
كأنها دعوة للغوص أكثر في أعماق ذاتها
لتكتشف الأماكن التي لم تطأها أعينها بعد
وتسمع أنفاسها تصنع نغمات لم تعرفها من قبل
ليلى تغلق عينيها ، وتترك الريح تحملها بعيداً
إلى حيث صمت الليل يغني
حيث يتراقص الضوء بين الظلال
وتصبح أنفاسها موسيقى تعزف على أوتار قلبها
كل نسمة تمر عليها تفتح باباً صغيراً في الداخل
تتذكر فيه أسراراً دفنتها الأيام
ذكريات قصيرة ، لمسات هادئة ، كلمات لم تُقال
وتدرك أنها ليست وحيدة
بل هي مع ذاتها الحقيقية
التي تنتظر سماع صوتها الداخلي
يقول صوتها الداخلي :
دعيني أراك كما أنت
كل شعور فيك حقيقي ، كل فكرة فيك مقدسة
تقبلي نفسك بلا خوف ، واتركي القلب يقودك
فالليل هنا ليحفظ أسرارك ، والفجر ليضيء طريقك
ليلى تتذكر العيون التي التقتها
الابتسامات التي لم تُقال بعد
الخطوات التي عبرت صمت الأيام
وتدرك أن كل هذه اللمحات هي انعكاس روحها
مرآة لحياة تتشكل في داخلها بصمت رقيق
ليلى تتنفس بعمق
تشعر بكل إحساس صغير وكبير
كل شعور كان مختبئاً تحت طبقات الخوف
يصبح الآن مفتوحاً أمامها
كالليل الذي يحتضن كل الظلال
وتدرك أن قبول الذات هو مفتاح كل حرية
ليلى : لماذا أخاف؟ تقول لنفسها
لماذا أخفي عن قلبي تلك الرغبة في اللقاء
ذلك الشوق الذي يتسلل إلى الروح
الذي يطرق أبواب قلبي بلا إذن؟
صوتها الداخلي يجيبها بصوت هادئ :
لأنك لم تمنحي نفسك الحق الكامل بعد
لأنك ما زلت تريدين الأمان قبل الانطلاق
تخافين من أن تعيشي لحظاتك
بلا قيود على شعورك
ليلى تبتسم لنفسها :
وتسمح للريح أن تمر بين أصابعها
تسمع همسات الليل تصافح روحها
ترى القمر يراقبها بعينين كاملتين
ويعلم أن قلبها يتفتح كزهرة تنتظر الندى
ليلى تجلس لحظة :
تستمع إلى صوت صمتها الداخلي
تسمع فيه نبضات قلبها تتحدث عن الحرية
عن الأمان ، عن الحنين ،
وعن كل الأحلام الصغيرة
وتدرك أن كل لحظة من الليل تمنحها القوة
وكل همسة صمت تعطيها ثقة لتكمل الطريق
أنا ليلى :
وأنا كل نبضة في داخلي تقول بصوت ثابت
أنا الليل والفجر ، الصمت والهمس
أنا الحنين والانتظار ، كل ما أخاف أن أظهره
وأنا كل ما أرغب أن أعيشه بلا قيود
ليلى تسمع قلبها يردد بصوت أعلى :
كل الشوق المخبأ بين الصمت والكلمات
تتلاقى مع صوتها الداخلي في انسجام كامل
تصبح اللحظة لوحة شرقية من نور وظلال وعطر
ورائحة البخور
تقول لها الروح :
دعينا نغني للحياة كما نريد
لا قيود ، لا عناوين ، فقط نحن
أنت و أنا و الليل و القمر والهمسات التي تتنفسها الجفون
كل لحظة هنا صارت خالدة
وكل خطوة صارت قصيدة
ليلى تفتح عينيها ، ترى الليل ممتداً أمامها
تلمس قلبها ، روحها ، كل إحساسها
وتدرك أن الرغبات والحنين ليسا خطأ
بل لغة الروح و أنغام القلب و همسات الزمن.
الليل يمر ، والفجر يقترب
ليلى تصغي إلى صوتها الداخلي
تسمع خطواتها تتناغم مع نسيم الصباح
وتشعر أن كل لحظة كانت تدريباً على الحرية
وأن كل همسة و صمت كانت دعوة للذات أن تصغي
تمت
طارق غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق