الجمعة، 21 نوفمبر 2025

خواطر الطريق بقلم سامي المجبري

خواطر الطريق. بقلمي سامي المجبري 
يمضي الطريق أمامنا طويلًا، كأنّه امتحان مفتوح يختبر صبرنا وحكمتنا في كل منعطف. في بداياته نخطو بخفّة، نحمل أحلامًا أكبر من خطواتنا، ثم يبدأ الواقع يُهذّب اندفاعنا، ويعلّمنا أنّ الوصول لا يتحقّق بالقفز، بل بتثبيت القدم بعد الأخرى. على الطريق نتعلّم أنّ العثرة ليست سقوطًا، بل إشـارة تنبّهنا لخطوةٍ لم نُحسن وضعها، وأنّ الحكيم هو من يصغي للرسائل الخفيّة قبل أن تتكرّر الأخطاء.

يعلمنا الطريق ألا نلتفت كثيرًا إلى الوراء، فالماضي نافذة نتعلّم منها، لا بوّابة نعود إليها. كما يهمس لنا بأنّ السرعة ليست علامة نجاح، وأنّ أبطأ المسافرين قد يكونون أكثرهم وعيًا بما يحيطهم. والطريق نفسه يعلّمنا أنّ بعض الرفاق لن يكملوا المسير معنا، ليس لأنهم سيئون، بل لأنّ لكلّ روحٍ مسارًا كُتب لها وحدها.

وفي لحظات التعب، يدفعنا الطريق إلى اكتشاف قوتنا الخفيّة؛ تلك التي لا نشعر بها إلا حين لا يكون أمامنا إلّا خيار واحد: المضيّ. فإذا استطعنا أن نحمل قلوبنا بثبات فوق الطريق الوعر، أدركنا أنّ الفجر يولد من عناء الليل، وأنّ النهاية ليست محطة، بل بداية لطريقٍ آخر ينتظرنا. هكذا يُصبح الطريق مدرسةً للروح، يربّي فينا الصبر، ويعلّمنا ألّا نخاف السير طالما النية صادقة والخطوة مستقيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...