السبت، 6 ديسمبر 2025

المسامحة هدية بقلم: نور شاكر

المسامحة هدية
بقلم: نور شاكر 
الناسُ غالبًا لا يمنحون المسامحة سريعًا
فهي في نظرهم الحق الصغير الذي يملكونه تجاه من آذاهم، والبعض يجعلها أداة انتقام ليكون غضبهم ثِقلًا يرهق ضمير الآخر
 وآخرون لا يملكون القدرة على العفو أصلًا
لا لأنهم يخططون لإيلام أحد، بل لأن قلوبهم لم تتعلم بعد كيف تُفرِج عن الألم
أما أنا
فأرى أن المسامحة هدية أمنحها لمن أخطأ بحقي، لا أريد أن أُتعب ضمير أحد، ولا أن أجعلها سلاحًا يجرح من أساء إلي، ولا حتى وسيلة لاسترداد حقي
فأنا أعلم أن الله حفظه لي منذ اللحظة الأولى التي انكسر فيها قلبي من أحدهم

المسامحة عندي شعور، كالحب والكراهية وسائر الانفعالات التي تتشكل في صدور البشر
ولهذا كنت دائمًا أدعو الله أن يبقي قلبي بعيدًا عن البغض والغضب، تلك المشاعر التي تفني صاحبها قبل أن تقتل غيره

وقد استجاب الله دعائي، فوهبني قُدرة العفو
ومهارة التماس العذر، وقلبًا يعرف أن الظروف تختلف كما تختلف الأرواح، وأن كل إنسان يحمل داخله ما يفسر ما بدر منه

أدركت هذا يقينًا حين قرأت قوله تعالى:
"إن الله يغفر الذنوب جميعًا".
وإن كان من خلقني يغفر وهو العظيم
فمن أكون أنا لأحجب المغفرة عن غيري؟

المسامحة إذًا ليست عطاءً للآخر…
بل عطاء لنفسي، فعندما أغفر، أقدم لقلبي صفاءً كاملًا، وأمنح روحي خفة لا يقدر عليها إلا من تعلم أن يُسكن الألم بدل أن يقيم فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صَمتٌ فيه الجوابُ بقلم الخضر مدبولي

( صَمتٌ فيه الجوابُ) من اشعار /الخضر مدبولي  ********************** أسودٌ وقد صاحت عليها كلابٌ                ويَنْعِقُ من خلفِ الصقورِ غُرا...