ستائر رقيقة
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا وأنت, يا حبيبتي, لسنا وهما
ولسنا خيالا.
نحن ننتمي للواقع,
وحبنا أجمل ما في الواقع.
بالحب سنعترف بهذا الواقع,
وسنواجه الحقيقة.
سيكون في حياتنا بعض اللحظات التي ننتمي فيها للواقع.
نحن نحتاج للواقع لكي نغذي الوهم والخيال,
نحتاج للصرخة لكي نبقى في البال,
نحتاج للمسات سحرية
تشعل النار في الوجدان
والنبوغ في الأرواح,
والعبقرية في الأذهان.
أرواحنا تتلوي للحظة حقيقة.
يفصلنا عن النعش ستائر رقيقة ..
نحن لا يمكن أن نترك هذا العشق,
يذبل ويذوي, الدقيقة تلو الدقيقة.
هذا الهيام حالة فريدة لا تتكرر ولا تستنسخ,
والسعادة, التي تتولد نتيجة هذا العشق البديع,
لا تقدّر بكنوز الأرض العتيقة,
ولا يمكن أن تضيع,
تلك السعادة تتطلب بعض المواجهة وبعض التضحية.
نحن لن نعود الى الوراء,
ولن نلغي من حياتنا الربيع,
ولن نتخلى بإرادتنا عن الينابيع ,
نحتاج لأن نرتوي من موارد الحب والسعادة ,
نحتاج للحرية والحياة والريادة,
نحن لن نرتكب أخطاء تعيدنا الى البؤس والتعاسة والشقاء.
نحن اكتشفنا أسرار البهجة والهناء
ولن نرمي المفاتيح في الماء,
ولن نعيد التاريخ هباء.
نحن نبني أساليب جديدة للبسمة والتعايش والنقاء,
نحن نبتسم ونضيء ونكتب الأغاني,
نحن نرسم على صفحات السماء,
وننشر تعاليم الحب والخير والعطاء
والتضحية ونكران الذات والتفاني,
نحن نحرق أجسادنا لننير للعيون الكحيلة,
ونعبد الطرقات للأرجل النحيلة
ونضع المشاعل في الدروب الجرداء,
ونمسك ايادي الكبار ليعبروا الطريق
ونمسح الدموع عن العيون المقهورة,
ونزرع الزهور في الأراضي البور
والقمح في السهول المنسية
والذرة في البساتين المهجورة.
والفل والياسمين ودوار الشمس والبيلسان,
على قمم الجمال والسهول والوديان,
نحن نبني تاريخا للحضارة من حجارة النسيان,
نحن نؤسس لمفاهيم عصرية فطرية للسعادة والسرور,
نحن نلغي الفقر والطبقات والمظاهر السطحية,
نحن نقنع الناس أن تفتّش عن السعادة في داخلها وليس حولها.
السعادة هي القناعة
وهي الحب والشجاعة,
وهي المشاركة والتآخي ,
والرضى بالقسمة والنصيب
والإيمان بالقدر خيره وشره,
السعادة هي بالإستغفار والطاعة,
السعادة هي بتحرير الذات من النميمة والكراهية والحقد والضغينة.
ـــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر