سأنتظر
أذكر ذاك الربيع البهيج والدلال
هل سيعود لأدون عنه الشعر الجميل
وأصنع لها من أزهاره العقد والاكليل
في العنق الرفيع أضعه يهيج نور الأصيل
فتعلو شفتيها البسمة ويشدني الحنين
والعيون تغني تجذبني نحو الوجنتين
قولي صدقا بلسان العهد ماذا تريدين؟
ان القلب يحبك أتعبتيه فلما تهجرين؟
هل أنسى ليل السمر وأتركك ترحلين ؟
ألا ترحمي الهوى انه سقيم سجين
أم ضاع الحلم والقلب لا يرى نور العين
اذا لم يكن للمتيم من الله التحصين
فأكثر ما يجنيه من العشق السقم والأنين
انظروا الى ذاك الفتى ذو الوجه العابس
من الذي أهلكه وقدر عليه الوسواس
ذاك هو الحب الذي يبدو لنا سلس
يا مهجة الروح ألا عدت الفلب يحترق
لا أحمل جذور الحقد لا الخداع لا النفاق
وليس حبيب القلب من يتكلف العشق
فمتى يتسع الطريق الطويل الضيق ؟
لألالقي في مخرجه النور ودلال العشق
وعلى أوتار عناق اللقاء والقلب الممزق
أعزف لحن الانتظار تحت ظلال الشوق
ان نسيج أيامي يحترق في مفترق الطرق
ورصيدها المتبقي يتأرجح بمعلاق النفق
يطلب العودة للأيام الخوالي في يوم عبق
ونحيا نلامس السحب بالآهات في الأفق
فبا أيها الانسان خذ مني الأمانة يصدق
فهي ألمع من نور الظلام والبرق
أنر بها دروب الشقاء ولسعات التعب
تعالى وتعلم مني كيف تشفى جراح القلب
واجعلني طبيبا اذا كان لي الحب كالأب
اذا كنت تعاني الغياب ودمرك الغضب
فاني أنا الملهم الرأي والمذهب