السبت، 31 أغسطس 2024

إلى المجاهدين في جنين بقلم عمـ نصـر ـاد

إلى المجاهدين في جنين

يا جبال الصمود و شموخ الوطن ، يا من عطرتم الأرض بدمائكم الطاهرة و رفعتم الراية حين انحنت الرؤوس ، أنتم صدى الأمل في أعماق اليأس ، و أنتم النور الذي تحدى ظلام و طغيان الاحتلال .
في وجوهكم تنعكس الشمس ، و في قلوبكم تسكن فلسطين ، و في أيديكم سلاح الحق .
يا مجاهدي الوطن ، يا من تزرعون الرعب في قلوب الغاصبين ، تذكروا بأنكم لستم وحدكم ، خلفكم شعب بأكمله يرقبكم و يدعو لكم .
تذكروا أن كل نبضة من قلوبكم تروي فلسطين بالحرية ، و أن كل خطوة منكم تقرب شعب فلسطين من العودة .
أنتم الأمل ، أنتم الحلم الذي لا يموت ، أنتم جنود الله المجهولون الذين ينحتون اسم فلسطين في الصخر .
استمروا في الجهاد و في المقاومة ، فما النصر إلا صبر ساعة .
كونوا الجدار الذي لا يسقط ، السيف الذي لا يصدأ ، العاصفة التي لا تهدأ ، فبكم ستحيا فلسطين و بكم ستظل مرفوعة الرأس ، نذكر أسمائكم في صلاتنا ، نرفع صوركم في قلوبنا .
لأنكم تصنعون المجد و تكتبون التاريخ بدمائكم ، ستبقون في القلوب ، و في الذاكرة .

عمـ نصـر ـاد

كرم الهوى بقلم محمود علي

كرم الهوى
"""
أجّلتِ وعداً في الهوى وتركتِني
وحياة وجدي صرت من أمواتِها

في قفر بيد موحش ومفازة
 حتى سئمت الشهد من لذّاتِها

لا ظلّ فيها ألتجي لفنائه
والرمل حاكى في اللظى جمراتِها

وأنا الذي أهواكِ في طبعي وما
فكّرتِ في روحي وفي حيواتِها

طفلين كنّا والجوى قد لفّنا
وهلالنا قد حار من نجماتِها

من غيمة نبني قصور زمرّد
والوقت عندي غار من أوقاتِها

لا شغل يشغلنا ولا همّ اعترى
النفس النفيسة واللمى من قاتِها

مرأة وجهي غادتي بين الورى
وكمال قدّي بان في مرآتِها 

قد أبهرت ذاتي بحسن جمالها
وطفقت أبحث في الرؤى عن ذاتِها

لاموا عليّ أحبتي صرف الهوى
والروح منّي غادرت وكناتِها

فنصبت صومعتي بجانب كرمة
ورشفت من عنقودها خمراتِها

من جامها الطفحان أنهل ودّها
وثملت أرقب في الدجى عوداتِها

لولا الهوى ما مال غصن وانحنى
وثمار وجدي ما أتت أُكُلاتِها

إني عشقت ولفّني زند الغوى
والروح قد أدّت له صلواتِها 

بقلمي ـ محمود علي

يا بحر بقلم محمد سعدان

يا بحر... 
 أيها الصديق القديم، أيتها المساحة الزرقاء اللامتناهية، يا من كنت شاهدا على أسرار قلبي، وعلى أحلامي وهمومي التي حملتها إليك...كنت لي ملاذا آمنا ألوذ بك حينما تضيق بي الدنيا.
أيام طفولتي، كنت أقف على شاطئك، أنظر إليك بعيون بريئة، تراقب حركة أمواجك وهي تتراقص فرحا...أستمع إلى هديرها وهو يملأني بالرهبة والدهشة في الآن نفسه. أعتبرتك دائما كائنا عظيما تختزل أسرار الكون، وتخفي في أعماقك كنوزا لا تعد ولا تحصى.
أيام مراهقتي وشبابي، كنت لي معلما عظيما، علمني الصبر والمثابرة، وأن الحياة بحر عاصف مثلك، قد تهدأ أحيانا، لتثور أحايين أخرى، وما علي الا أن أتعلم كيف أتصرف في كلتا الحالتين...لقد كنت لي مرآة، أرى فيها انعكاس نفسي، وأكتشف جوانب من شخصيتي لم أكن أعرفها من قبل...وفيك راجعت دروسي قبيل امتحانات البكالوريا في صباحاتك المشمسة...لقد أحببت فيك هدوئك الذي يبعث في النفس السكينة، وقوتك التي تبعث في القلب الإعجاب، وجمالك الذي لا يضاهيه جمال...وجدت فيك متعة لا تعادلها متعة، وأنسا لا يعادله أنس...أنت أكثر من مجرد مسطح مائي، أنت رمز للحياة، و مصدر إلهام لا ينضب...كم قضيت من الليالي الطوال على شاطئك، أحمل قصبتي وأترقب حركة الطعم في الماء...أنتظر بصبر شديد حركة الخيط والتهام السمكة للصنارة، مستمتعا بصوت الأمواج ونسمات الهواء العليل التي تهب على وجهي لتذيقني بعضا من ملحك... كنت حينها أشعر وكأنني جزء لا يتجزأ منك، وكأني صخرة من الصخور التي تحد من جرأتك على اليابسة..سأظل ارقبك دوما، صديقي القديم الجديد، حتى آخر لحظة في حياتي..فأنت مصدر إلهامي.
د. محمد سعدان

ويأتيني المساء بقلم كلثوم حويج

ويأتيني المساء 
حاملا بين كفيه جمرًا
أشعلني حنينًا
ليكسر بلور قلبي 
تذوب همساتي 
لتفيض نهرًا
يزورني فتختلف أضلعي 
كاختلاف 
الفصول الأربعة
كغير عادته ليقرأ
ملامحي ورسائلي 
عفوية أنا 
هفهافة خصلات شعري 
ابتسامتي محيرة 
أضيء قنديل كبريائي 
لأكتب بعيني رسائلي 
انثرها بالمكان عطرًا
سألته :
أتود البقاء ؟! 
قال سأرقبك
نجمة في السماء
أتوسد حلمًا لأصل إليكِ
طريق مغطى بالأشواق 
وشقائق النعمان 
أقف على حافة القمر 
من بين غيمات المساء 
في ساعة سحر 
أعزفك انشودة مطر 
لحن عشق يراقص الشجر 
ووجه البحر ،،
للقمر مرايا ،،
في جعبتي حكايا 
بقلمي 🖋
كلثوم حويج / سوريا

إستغفار بقلم عبدالرحمن المساوى

إستغفار
نستغفر الله
من إنكار معرفةٍ
بمايكون
مخطوطا
لشانيها
المتن ينشدها
والصدق يسعفها
الله منجيها
ماخاب ساعيها
النور تبيانا
للآل والأخيار
الصحب
أعوانَ
الحق
لنا عنوان
القدس يفديها
أمصار تحميها
النصر للإقدام
ربي
وإليها
والله حاديها
رديف مغنيها
آن الأوان الآن
سبحان
باريها
أنقذ
نواديها
سبحان 
بانيها
وقت الصباح والآن.
*عبدالرحمن المساوى



أنا والليل بقلم فؤاد زاديكي

 أنا و الليل

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

الليلُ يحكي قصةً

بيني و بينَ العاشقينْ

خمرٌ و شعرٌ ساهرٌ

و الحرفُ مفتونٌ بِلِينْ

عهدُ الصّبايا مُولَعٌ

منهُ التَّصَابي و الدَّفِينْ

عشقٌ, عناقٌ وارفٌ

و النُّورُ نهدٌ كاللُجَينْ

و الصَّمتُ شوقٌ غائبٌ

في القلبِ لا يبدو لِعَينْ

وجهٌ صَبوحٌ ساحرٌ

ثغرٌ تمنّاهُ الحَنِينْ

حيثُ ارتعاشٌ صارِخٌ

عندَ التحامِ الرّاغِبِينْ

بَوحٌ شَفيفٌ هزّنا

و البَوحُ مفتاحُ الأنِينْ.

هذي معاناةُ الهوى

هذي أحاديثٌ تَلِينْ

هذي أمانينا, التي

في بحرِها سرٌّ دَفِينْ

هذي حكاياتٌ لنا

و العمرُ لا يبقى جَنِينْ

الّليلُ يحكي و الهوى

و الّلهوُ يخطُو خُطْوَتَينْ

كم في مذاقٍ لذةٌ

كم في أمانيهِ شُجُونْ.

الّليلُ يحوي جَمْعَنا

في ظلِّهِ ذاكَ الأمِينْ

الّليلُ في أسطورةٍ

عاشتْ لتِهْدِي تائِهِينْ

هذي بَقَايا نشوةٍ

ظلّتْ لعِقْدٍ مِنْ سِنِينْ

فيها خُلُودٌ دائمٌ,

لا لمْ تكنْ يوماً لِحِينْ.


سلوك العقل بقلم فؤاد زاديكي

 سُلُوكُ العَقلِ


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


لِمَا يَجري بهذا الوقتِ مِنْ بؤسٍ و أحزَانِ


و ما في نَزْعةِ الإنسانِ مِنْ شَرٍّ و عُدوَانِ


يَحارُ المَرءُ في فَهْمٍ لِما في طَبْعِ إنسَانِ


نِتاجُ الكُرهِ و الإرهابِ مَعلُومٌ بعُنوَانِ


سبيلُ الموتِ و المأساةِ و الويلاتِ إخوَانِي


لِمَ الأفكارُ في سُوءٍ و في تأجيجِ نِيرَانِ؟


سُؤالٌ قد يُعَرِّيكُم كما بالفِعلِ عَرَّانِي


لماذا يُقْتَلُ الإنسانُ؟ مَنْ في ذلكَ الجَانِي؟


هَلِ المَوروثُ مِنْ فِكرٍ بِدَعوَى وجهِ إيمَانِ؟


أمِ الإنسانُ في فِعلٍ غَدَا اِبنًا لِشَيْطَانِ؟


سؤالٌ سَوفَ أُبْقِيهِ بِلا رَدٍّ لِتبْيَانٍ


و كلٌّ حَسْبَما يَبْغِي على الإيجابِ يَلْقَانِي


جوابٌ ليسَ مَحصُورًا بِرَدٍّ ما لَهُ ثَانِ


رُدُودٌ عِدَّةٌ مِنكم، و هذا وفقَ حسبَانِ


سُلُوكُ العقلِ في مَنْحًى و نَهجٍ نَحْوَ خُسْرَانِ


يُؤدِّي كلُّهُ حَتمًا إلى يأسٍ و حِرْمَانِ.


باقة فكرية من حدائق الحياة بقلم فؤاد زاديكي

 باقةٌ فكريّةٌ مِنْ حدائقِ الحياةِ

بقلم فؤاد زاديكى


من خلالِ مُعاناتِنا الحياتيّة و تجاربِنا نستخلصُ عبرًا، و نغتني أفكارًا وعلينا أن نَستفيدَ منها و نُفيدَ الآخرينَ بها لنفس الغاية و الهدف، و اليوم اخترتُ لكم باقةً من أزهار و ورود جنائنِ الحياة ليَضوعَ منها عطرُ الفائدةِ مُنعِشًا الأفكارَ و الأرواحَ.


علّمتني الحياةُ وُجُوبَ البَقاءِ على قَيدِها


الغضبُ بدايةُ الطّريقِ لبلوغِ الحماقةِ، كلاهما بالغُ الخُطورةِ


الوهمُ قِنَاعٌ من صُنعِ البَشرِ


القدرُ كتابُ البشريّةِ المحتومُ


الاِستجابةُ إلى صلواتِنا مَرهونةٌ بِصِدقِنا فيها


نُحَمِّلُ اللهَ أعباءَ كثيرةً نحنُ سبَبُهَا


لا حاجةَ لنا بالحكمةِ، إذا لم تكنْ نَافعةً


الصّبرُ أحدُ وسائلِ اختبارِ مَتانةِ النّفس


السّعادةُ لحظةُ ارتياحٍ داخليّة تُشْعِرُنا بالانسجامِ مع الواقعِ


العَطاءُ حالةُ شعورٍ، نتَخلّى فيها عن أنانيّتنا


السّلامةُ طَفْرةُ أمانٍ في حياةِ البشرِ


خيبةُ الأملِ جرحٌ عميقٌ في شعورِنا الإنسانيّ


الجُرأةُ حَمَاسٌ يحتاجُ لِبَعضِ التَّحفيزِ


الصّداقةُ اِمتحانٌ يجتازُهُ بنجاحٍ مَنْ كانَ أمينًا


مهما تَعَدَّدتْ دَوَاعي الصّمتِ, فلا يجبُ أنْ يكونَ الخوفُ أحدَها


الماضي صفحةٌ مطويّة مَنسيّة, و الحاضِرُ تَفاعلٌ مُعاشٌ بينما المُستقبلُ هُوَ الأكثَرُ غُمُوضًا


الإخلاصُ فضيلةٌ, أمّا الإخلاصُ الأعمَى فغباءٌ


إذا لم يُثِرِ الأدبُ أيّةَ جدليّةٍ بالحياةِ, فعُقمُهُ لن يكونَ مُجدِيًا


الحقيقةُ العاريَةُ ليستْ بحاجةِ رِداءٍ, فَهِي فَخُورةٌ بِعُرْيِهَا.


الطلاق النفسي بقلم فؤاد زاديكي

 الطّلاق النّفسي

بقلم: فؤاد زاديكى


نعيشُ في هذهِ الحياةِ كبشرٍ, و لكلٍّ منّا طُموحاتٌ و أهدافٌ يسعى جاهدًا إلى تحقيقِها. فَمِنَها ما هو على الصّعيدِ الشّخصيِّ و منها ما هو على الصّعيد العائليّ و منها ما يتجاوزُ ذلكَ إلى ما هو أوسع بحيث يكونُ على صعيدِ المجتمعِ أو الوطنِ. ففي مرحلةِ المراهقةِ, و التي هي من أهمّ المراحلِ دقةً و حساسيةً في حياتنا. تكونُ لدينا رؤية لواقعِ الحياةِ الاجتماعيّة قد تختلفُ من شخص لآخر,وعلى العمومِ تكونُ في إطارِها النّظريِّ, غيرِ التّطبيقيِّ.

في مرحلةِ البُلوغِ يسعى كلّ شابٍّ و فتاةٍ إلى البحثِ عن شريكٍ يُمكنُ أنْ يُمضي معه رحلةَ الحياةِ الزوجيّةِ المُشتَرَكَةِ, و بالطّبعِ قد يحصلُ التّوافقُ والتوفيقُ أو عدمُ التّوافقِ و بالتّالي يكونُ في ذلكَ الفشلُ. لكنْ في النّهايةِ ستكونُ النّتيجةُ الحتميّةُ هي قناعتُنا النظريّةُ بشخصٍ نتوقّعُ أن يكون هو الشخص المناسب, الذي وقعَ عليهِ اختيارُنا لِيُكْمِلَ معنا رحلةَ الحياةِ الزوجيّةِ.

مِنَ المنطقي و البديهيّ أيضًا, أن يكونَ هناك بعضُ الاختلافِ بين الطّرفينِ, خاصّة عندما يكون كلٌّ منهما من بيئةٍ مختلفةٍ أو من واقعٍ غير ما هو عليه الطّرفُ الآخرُ و هذا يكون نابعًا من تربيةِ هذا الشّخصِ و مستواه الثقافيّ أو تَحصيلِهِ التّعليميّ الخ... كلُّ هذه العواملِ التي لا نراها في بدايةِ الحياةِ الزّوجيّةِ قد تكونُ ذاتَ أهمّيةٍ في ما يلي, إذ نرى أنّها تنعكسُ على حياتِنا بإيجابيّةٍ أو بسلبيّةٍ لأسبابٍ كثيرةٍ قد تلعبُ دورًا في فشلِ الحياةِ الزّوجيّةِ أو في نَجاحِها.

لا يَجِبُ أنْ نَتَّخِذَ مواقفَ مُسبَقَةً من فشلِ بعضِ حالاتِ الزّواجِ لدى آخرين فلكلّ شخصٍ طريقةُ تفكيرِه و أسلوبُهُ بِالتّعاملِ مع مواقفِ الحياةِ الصّعبةِ و ما قد يعترضُ الحياةَ الزّوجيّةَ من بعضِ الخِلافاتِ و المَشاكلِ و التي تكونُ أسبابُها كثيرةً و مختلفةً, منها الفوارقُ الاجتماعيّةُ, التي قد تقفُ عائقًا في طريقِ التّفاهمِ و حُصُولِ الانسجامِ, و منها انعدامُ أو تراجعُ الاهتمامِ بشريكِ الحياةِ و هذا سَيَخلقُ حالةٌ مِنَ الشّعورِ بعدمِ الارتياحِ لدى الشّريك, مِمّا يَتَسبّبُ في تَعميقِ الهُوَّةِ التي يحصلُ مِنْ خلالِها الطّلاقُ النَّفسيُّ و أنا سَأُسَمِّيهِ بالطّلاقِ العاطِفِيِّ. أمَّا تعريفُ الطّلاقِ النّفسيِّ, فَيُمْكِنُ القولُ إنّهُ وصولُ الحياةِ الزوجيّةِ إلى حالةِ انسدادِ الأُفقِ, فَلا حياةً عاطفيّةً بل بُرودًا, و لا مَحبّةً أو اهتمامًا بل جُمُودًا و انكماشًا و شعورًا بالغُبنِ و القلقِ و الخوفِ, و مع كلِّ هذا فإنّ الزوجين يُبقيان على علاقتِهما أمامَ النّاسِ على أنّها بخيرٍ وهيَ على أفضلِ ما يكونُ, أي مِمّا يُمْكِنُ تَسْمِيتُه بِالبرستيج (البرستيج هي كلمة تُعبّر عن الإطارِ الاجتماعيِّ الذي يضعُ الشّخصُ نفسَهُ فيه، وما يتعلّقُ بذلك من أمورٍ تناسِبُ الوضعَ الاجتماعيَّ الذي حدّدَهُ هذا الشّخصُ لنفسِه أمامَ الآخرين، و يدخلُ في البرستيجِ عواملُ كثيرةٌ، مثل: المظهرُ والمكانةُ الاجتماعيّةُ، والعملُ ومكانُ السّكنِ، و قد يعتقدُ البعضُ أنَّ كلمةَ البرستيجِ لها دلالاتٌ أخرى، كالتكبّرِ والتّعالي على الآخرين، وهو استخدامٌ غيرُ صحيحٍ لهذه الكلمةِ، ومِنَ الجديرِ بالذِّكرِ أنّ أصلَ كلمةِ البرستيجِ غيرُ عربيٍّ ولكنّها كلمةٌ أجنبيّةٌ تحملُ معنى الوضعِ أو الهيئةِ أو المنظرِ والمقصودُ بهِ الشّكلُ العامُّ أمامَ النّاسِ في الوسطِ الاجتماعيِّ أو السياسيِّ ويكونُ الشّخصُ هو الذي يُحَدِّدُ برستيجَهُ أمامَ النّاسِ ) كي يتجنّبَا كلامَ النّاسِ لعدمِ الشَماتَةِ بهما أو الحديث عنهما بشكلٍ فاضحٍ أو بالتشفّي الخ... أي يستمرُّ الزّواجُ بدونِ قناعةٍ أو محبّةٍ أو تفاهمٍ من الطّرفين فقط لإرضاءِ المجتمعِ و النّاسِ والظّهورِ أمامهم بالمظهرِ الحَسَنِ و المقبُولِ, بينما هو مَنْخُورٌ من الدّاخلِ بالفشلِ الأكيدِ. كما أنّ الشِّجارَ الدّائمَ بسببٍ أو بغيرِ سببٍ هو الآخرُ يدفعُ إلى حالةِ الطّلاق النّفسي (العاطِفِيّ) إذْ لا يُمْكِنُ أنْ يعيشَ الزّوجانِ في وسطٍ مَشحُونٍ طوالَ الوقتِ فقد ينفجرُ هذا الوضعُ في أيِّ وقتٍ و لحظةٍ مِمّا سَيُؤدّي إلى ما لا تُحْمَدُ عُقباهُ, و قد تحصلُ حالاتُ قتلٍ كما سَمِعنا و رأينا في مجتمعاتٍ كثيرةٍ. لكنْ برأيي أنّ المللَ عندما يدخلُ على الحياةِ الزوجيّةِ يكونُ الأكثرَ خطورةً مِنْ جميعِ الأسبابِ,فَهوَ سَيَقلبُ كلَّ المعاييرِ و الموازينِ ومِنْ نتائجِهِ البرودُ الجنسيُّ و العاطفيُّ بين الزّوجينِ و مِنْ ثُمَّ الشُّعورُ بالتّنافُرِ و النُّفورِ و قد يدفعُ هذا أحدَ الشّريكينِ إلى البحثِ عن علاقةٍ عابرةٍ كي يتخلّصَ مِنْ واقعِ هذا المللِ المُمِلِّ, الذي ينزعُ كلَّ مشاعرِ البهجةِ و الفرحِ و الاستمتاعِ في الحياةِ الزوجيّةِ لِيَقضِي عليها كلِّها. و قد تلعبُ بعضُ حالاتِ المرضِ أو التقدّمُ في السِّنِّ دورًا في خَلْقِ هذا الشّعورِ, إلّا أنّ هذا السّببَ لا يجبُ أنْ يحصلَ في الحياة الزّوجيّةِ, فكلُّ البشرِ سيمرّونَ بهذا العمرِ و لطالما الحياةُ الزوجيّةُ هي عهدٌ على تحمّلِ الحُلوةِ و المُرّةِ معًا, فلا يجبُ أنْ يقعَ أحدُهما في هذا الشِّركِ المدعوّ التقدّمُ في العمرِ أوِ المرضُ, فكلُّ النّاسِ عرضةٌ للمرضِ و لو أّنّ كلَّ شريكٍ تخلّى عن شريكِه بسببِ المرضِ لَمَا بَقِيَ زوجانِ في هذه الحياة معًا على الإطلاق. إنّه من قلّةِ الوفاءِ و كذلك البحثِ عن أسهلِ طريقٍ للهروبِ من المسؤوليّةِ الإنسانيّةِ, التي من المفروضِ أنْ تَربطَ الزّوجينِ معًا رباطًا أبديًّا لا انفصامَ فيهِ.

يجبُ ألّا ننسى أنّ فقدانَ الثّقةِ بالآخر هو أيضًا واحدٌ من هذه الأسبابِ التي تؤدي إلى الطلاق العاطفي, أيْ تنافرِ العاطفةِ تجاهَ الآخر.

الطلاق العاطفي (النّفسي) هو حالةُ الزّواجِ لزوجينِ يعيشُ كلٌّ منهما في زاويةٍ داخلَ البيتِ الواحدِ بعيدًا عن الآخر بمشاعرِه و اهتماماتِه و ميولِه. فهو حالةُ طلاقٍ فعليّةٍ, لكنْ بالبقاءِ تحتَ سقفٍ واحدٍ تجنُّبًا لنظرةِ و حكمِ المجتمعِ و النّاسِ لهم و خوفًا من انتشارِ خبرِ انفصالِهما و برأيي الشّخصيّ أنّ هذا نوعٌ من الضّحكِ على النّفسِ, لأنّها حالةُ عيشٍ في أزمةٍ دائمة و حقيقيّةٍ لها انعكاساتٌ نفسيّةٌ خطيرةٌ قد تؤدّي إلى أمراضٍ نفسيّةٍ و جسديّةٍ.

أعتقد و بحكم العقلِ و المنطقِ و التّجربةِ أنّه لا تُوجدُ مشكلةٌ بين الزّوجينِ لا يُمكِنُ حلُّها خاصّة عندما تتوفّرُ النيّةُ الحَسَنةُ و الرَّغبة الأكيدةُ الصّادقةُ و المسعى الجادّ, دونَ اللجوءِ إلى الهروبِ لِتَفَادي المشكلةِ ظَنًّا منهُ بأنّ الهروبَ سيُساعدُ على حلِّ المشاكلِ, فهو بالعكسِ يؤزِّمُها أكثرَ.

بعدما استَعرْضنَا لمفهومِ و معنى حالةِ الطّلاقِ النّفسيِّ (العاطِفِيِّ) و عن أكثرِ الأسبابِ, التي تخلقُ هذهِ الحالةَ مِن العلاقةِ بينَ الزّوجينِ, فَمِنَ الضّروريّ أن نتطرّقَ إلى أهمِّ و أنجعِ الحلولِ لهذه الحالةِ, عِلمًا أنّني ومن خلال العرضِ عَرَضْتُ لبعضِ الخطواتِ, التي يمكن أنْ تُساعِدَ في عدمِ وقوعِ هذا الطّلاقِ, إنّ لغةَ الحِوَارِ هيَ أفضلُ وسيلةٍ لتلافي هذا الأمر لأنّها لغة تعملُ على تقارُبِ الأفكارِ, التي قد تكونُ متباينةً و ربّما متناقضةً في بعضِ الأحيانِ, لهذا من المنطقِ السّليم أن يتمَّ التّحاورُ بعيدًا عن أيّ تشنّجٍ أو تعصّبٍ أو تمسّكٍ بالرأي الواحدِ, فقد يكون كلاهما على خطأٍ أو على صوابٍ, لكنّهما يفكّران بطرقٍ مختلفةٍ و يتصرّفانِ على هذا النّحوِ, فكلُّ مسعًى للحوارِ سيكونُ نافِعًا بكلِّ تأكيدٍ. عندما تكونُ هناك صعوبات مادّيّةٍ بما فيها مصاريفُ البيتِ و الأولادِ, بالنّظرِ إلى الغلاءِ الفاحشِ في أسعارِ معظمِ الموادّ الغذائيّةِ أو الحاجيّات الضّروريّة, و هذا يفعلُ فعلًا سلبيًّا على واقع البيت و من ثمَّ ينعكسُ على العلاقةِ لذا يجبُ أنْ يتصرّف الزّوجان بحكمةٍ فلا ينبغي أن يتغلّبَ المصروفُ على المردودِ, و سوفَ أذكرُ حالةً من حياتنا الشّخصيّةِ كعائلة, فعندما تزّوجتُ من عائلتي, كان كلانا يعملُ كمعلّم مدرسةٍ و كانَ راتبُ المعلّم في تلك الأيّام (نهاية سبعينيّات و بداية ثمانينيّاتِ القرنِ الماضي) لا يكفي, و كنتُ إلى جانب ذلك أقوم بإعطاء بعض الدّروس الخاصّة باللغة العربيّةِ لتلاميذِ و طلّاب من أجل الحصولِ على مدخولٍ إضافيٍّ, لهذا كنّا نشتري كيلوين من اللحمِ و نقوم بتوزيعِهِ على أيّام الشّهرِ كي يكفينا, و هذا لم يكنْ مُعِيبًا, لأنّ المسيحَ قال: "ليس بالخبزِ وحدهُ يحيا الإنسانُ" و كذلك من جوانب أخرى كثيرة كنّا نحاولُ خلقَ توازُنٍ بين راتبينا كمردودٍ شهريٍّ و بينَ ما يُمكنُ أن نُنفقَهُ على مصروفِ البيت, و قد استغنينا عن كماليّات الحياة و أحيانًا عن بعضِ الضروريّاتِ, و نشكرُ الربَّ أنّنا استطعنا بناءَ بيتٍ, دون اللجوءِ إلى استدانة, و أقصدُ من هذا أنّ الزّوج و الزّوجةَ يستطيعانِ قهرَ الكثيرِ مِنَ المشاكلِ عندما يتعاونانِ معَ بعضِهما البعضِ بصدقٍ و ثقةٍ و محبّةٍ.

لا ينبغي كتمُ المشاعرِ بل يُفضّلُ أن يعبّرَ كلُّ شخصٍ عن مشاعرِه دونَ أنْ يتعرّضَ لنقدٍ مِنْ الشّريكِ, أو أيِّ شُعُورٍ بالخجلِ, و هذا أمرٌ ضروريّ كي تبقى العلاقةُ في مسارِها الصّحيحِ, و من الجميلِ أن لا يسعى أيّ طرفٍ إلى توجيهِ النّقدِ المستمرّ بداعٍ أو بدونِ داعٍ فهذا يخلقُ لدى الشّخص الآخر حالةً من الغيظ و عدم الرّضى و بالتّالي التّشنّجِ, و من المفضّل تركيزُ كلٍّ منهما على إيجابيّاتِ الآخرِ, و هذا يخلقُ شعورًا جميلًا بالرّاحة و السعادةِ و الاطمئنانِ لدى الطّرفينِ.

في مجتمعاتِنا العربيّةِ و الإسلاميّةِ تتعرّضُ المرأة لكثيرٍ من الإهانةِ و التّحقيرِ أو التّقليلِ من شأنِها كمخلوقٍ لكونِها أنثى في مجتمعٍ تغلبُ عليهِ فكرةُ سيطرة الذكورة, فللرّجلِ الحقُّ في هذا و ذاك, بينما المرأة لا, لأنّها امرأة, هذه المعادلةُ تخلقُ شرخًا نفسيًّا عميقًا في مشاعرِ المرأة, مِمّا يدفعُها إلى الوقوعِ في حالةِ شحنةٍ قابلةٍ للانفجارِ. يجبُ أنْ تكونَ هناكَ مساواةٌ كاملةٌ بين الرّجلِ و المرأةِ, دونَ أيّ نُقصانٍ, أو تقليلِ مِنْ أهمّيةِ المرأة في حياةِ الأسرةِ, فهي نصفُ المجتمعِ بينما تقوم بتربيةِ النّصفِ الآخر منَ المجتمعِ, فمتى كانتِ المرأةُ لا تتمتّع بحرّيّة كافيةٍ أو هيَ ناقصة مِنْ أيّةِ ناحيةٍ, فهي ستكونُ عاجزةً عن التّربيةِ السّليمةِ, و الرّجالُ الذين سيكونون من نِتاجِ تربيتها, سيكونُ فيهمُ النّقصُ و العيبُ, إنّ أكثرَ ما يحصلُ من حالاتِ الطّلاقِ النّفسيِّ هو في مجتمعاتنا الذّكوريّة, التي لا تمنحُ المرأة مكانتها و لا تُعطيها ما تستحقُّهُ من احترامٍ و تقديرٍ ولا حتّى فرصةَ التّجريبِ, يجبُ الإيمانُ بفكرةِ أنّها كفؤٌ للرّجلِ و ليستْ بأقلّ منهُ في أيّ أمرٍ أو شأنٍ, و آنَ لنا أنْ نفهمَ هذا و نَعيهِ و ننظرَ إلى المرأةِ كما في المجتمعات الأخرى على أنّها إنسانٌ. كيفَ قادتْ و اخترعتْ بجدارةٍ و تفوّق, أنديرة غاندي, مارغريت تاتشر, أنجيلا ميركل, ماري كوري والزّبّاء و كليوباترة و سمير أميس و غيرهنّ و اللائحةُ تَطُولُ. فالمرأةُ قادرةٌ على تحقيقِ النّجاحاتِ, و قادرةٌ على تغييرِ المجتمعاتِ, و حكمِها و القضاءِ فيها, و مَن يقولُ إنّها خُلِقَتْ للبيتِ و لمتعةِ الرّجلِ كدميةٍ أو ماكنةِ تفريخٍ لإنجابِ الأطفالِ فقط, فعليهِ أن يَدْفنَ نفسَهُ في أقربِ مزبلةٍ, لأنّ مثل هذا الفكرِ هو سبَبُ تخلّفِ و تراجُعِ مجتمعاتِنا العربيّةِ و الإسلاميّة و عدم تطوّرِها و تقدّمِها, وما تَهميشُ المرأة بهذا الشّكلِ سوى أحدِ أسبابِ هذا الطّلاقِ النّفسيّ, فلا يجبُ فصلُ الأمُورِ عنْ بعضِها, كيفما يحلُو لَنا, هناكَ واقعٌ و صوتُ الواقعِ أصدقُ إنباءً مِنْ غيرِهِ.


كرامة الإنسان بقلم فؤاد زاديكي

 كرامةُ الإنسانِ


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


مَنْ يَدوسُ النّاسَ في طَيشٍ و تِيْهِ ... فَهْوَ بِالتَّأكيدِ مُنْدَاسٌ عَلَيْهِ

إنّهُ إقرارُ أحكامٍ تَوَالَتْ ... حُكْمُ إحقاقٍ على هذا السَّفِيْهِ

اِحتِرَامُ النّاسِ مَفهُومٌ جَميلٌ ... مَنْ تَعَدَّاهُ بِلا فَهْمٍ نَبِيْهِ

رُبَّما يَنْسَى معَ القاضي بِحُكْمٍ ... أصْلَهُ مِنْ أمِّهِ أو مِنْ أبِيْهِ

ليسَ بالمعقولِ دَوسُ النّاسِ ظُلمًا ... و احتِقارًا, سَوفَ يَلْقَى مَنْ يُرِيْهِ

وَزْنَهُ, مِقدارَهُ, أو مُستَوَاهُ ... ليسَ تَقديرٌ لِمَا قد يَدَّعِيْهِ

بَاطِلٌ بُطلانَ وهمٍ ليسَ إلَّا ... ما لَهُ مِنْ مُسْتَجِدّاتٍ تَقِيْهِ

سوفَ لنْ يَبقى على مَبْنَى غُرُورٍ ... ساقِطٌ و الأمرُ هذا بِالبَدِيْهِي

اِحتِرامُ النّاسِ وَعْيٌ في نُضُوجٍ ... ثمَّ بالإحساسِ روحٌ يَحْتَوِيْهِ

حُرْمَةُ الإنسانِ ليسَتْ لِانتِهَاكٍ ... أو تَعَدٍّ أو تَمَادٍ أو شَبِيْهِ

إنّها كُلُّ احتِرَامٍ دونَ شَكٍّ ... جِئتُ مَنْ في غَفْلَةٍ حتَّى أُرِيْهِ

كيفَ أنّ اللهَ لم يخلقْ حياةً ... لِانْتِهَاكٍ أو لِمَا مِنْهُ و فِيْهِ

قُمْ بِإكرامٍ و تَقدِيرٍ جميلٍ ... لا بِدَوْسِ النّاسِ في طَيْشٍ و تِيْهِ


الإخفاق الواضح بقلم فؤاد زاديكي

 الإخفاقُ الواضِحُ


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


فَقَدْنَا كُلَّ إحساسٍ بِمُتْعَةْ .... وقد ساءتْ مَعَ الأيّامِ سُمْعَةْ

خَسِرْنَا منطِقَ العقلِ ابتدَاءً ... فَوَلَّى عَقلُنا مِنْ غَيرِ رَجْعَةْ

ظَنَنَّا أنّنا نَحيَا بِوَضْعٍ ... بِهِ أحوالُنَا تَزْدَادُ رِفْعَةْ

ولكنْ وَهمُنَا ما جاءَ هذا ... لأنّ الجهلَ مُزْدَانٌ بِرُقْعَةْ

يَعِيشُ العَجْزُ و الإفلاسُ فينَا ... و عِلَّاتٌ مَعَ التَّعْدَادِ سَبْعَةْ

هُوَ الإخفاقُ في أجلَى وُضُوحٍ ... نُعَاني مِنْ سُقُوطٍ ثمَّ وَقْعَةْ

وَما إحساسُنا في كلِّ هذا ... خَجُولٌ, لَيتَهُ يُمْنَى بِصَفْعَةْ

أضَعْنَا فَهْمَنَا, غِبْنَا طَويلًا ... عَنِ الرُّشدِ, الذي ما مِنْهُ دَفْعَةْ

عَجِزْنَا مِنْ سَخَافاتِ اِدَّعاءٍ ... بِأنَّا لاِنتصارٍ جاءَ قُرْعَةْ

لَنَا في عُمْرِنَا و الدَّهرُ يَحكِي ... تَرَدِّي اِنْكِسارٍ جاءَ لَذْعَةْ

فَهَلْ في واقِعِ الأحوالِ هذي ... تَرَى يا صاحِبَ الأوهامِ مُتْعَةْ؟

حَصَدْنَا ما زَرَعْنَا مِنْ بُذُورٍ ... هَشيمًا فاسِدًا, أضحَى كَبِدْعَةْ

تَغَنَّينَا بِها جَهلًا لأنّا ... فَقَدْنَا الوَعْيَ ما عِزٌّ و رِفْعَةْ.


بين زهد الناسك وسعة عيش المالك بقلم فؤاد زاديكي

 بينَ زُهدِ النّاسِك و سِعَةِ عيشِ المَالِكْ

بقلم/ فؤاد زاديكى

كان النُّسّاكُ والرُّهبانُ المُتعبِّدونْ

عنْ كُلِّ مُغْرَياتِ الدّنيا يبْتَعِدونْ

وإلى البساطةِ والتّقشّف والزُّهدِ يَلجؤونْ

ومنْ أجل تطويعِ الجسد الخبزَ النّاشِفَ يأكُلونْ

يعيشون في عُزْلَةٍ مع الرّوح, فما كانُوا يَظهَرونْ

إذ هم في قلاليهم وصوامعهم في خُشوعٍ يَسْكنُونْ

بكلِّ ما يجري من أمور الدّنيا لا يَأبَهُونْ

فهم بليلِهِم ونهارِهم بكلِّ صبرٍ وجَلَدٍ يُجَاهدُونْ

فَشَتّانَ ما بينهم وبين رجالِ الدّين في هذه الأزمان, الذينَ يَتباهُونْ

وبسيّاراتهم الفارِهةِ منْ آخرِ مُوديل وطرازٍ يَتفاخَرونْ

وللصُّلبانِ الذَهبيّة الثّقيلةِ على صُدورِهمْ يُظْهِرونْ

وهي كافيةٌ لِإشباعِ عشراتِ العائلاتِ, أبناؤها جُوعًا يتضَوّرونْ

إنّهم بعقدةِ الغرورِ والتّباهي مُصابُونْ

وبِتَعالٍ وتَكَبُّرٍ على المؤمنين مُتّأمَّرونْ

على شاشاتِ التّلفزةِ ووسائلِ الإعلام يَتَهَافَتُونْ.

مِنْهُمْ مَنْ يَكيدُ المؤامراتْ ويُلْصِقُ الاتّهاماتْ

ومِنْهُمْ مَنْ يَهْتَمُّ بالمالِ وجَمْعِ الثّرَواتْ

مِنْهُمْ مَنْ يعملُ لصالحِ عشيرتِه والأقرباءِ مِنَ العائِلاتْ

ومِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى لإرضاءِ الزّعماءِ والحكوماتْ

وهو يُنافِقُ ويعملُ بِخلافِ ما تقولُهُ الآياتْ.

لقد أصبحَ الالتزامُ بِالدّينِ شَكْلًا دونَ المَضمونْ

لهذا لمْ يَعُدِ المؤمنُ في وَضعٍ مأمونْ

لمْ يَعُدْ صالِحًا في هذه الأيّام تَوَجّهُ الرّاعِي

يُدرِكُ هذا وبوضوحٍ تامٍّ المُراقبُ الواعِي

أرى لِمَا جئتُ بهِ اليومَ أكثرَ مِنْ دَاعِ

إنْ لم أقُلْ: هناكَ جملةٌ مِنْ دَوَاعِ


قطف الرحيق بقلم سعاد حبيب مراد

 سيدة الأبجدية 

سعاد حبيب مراد


قطف الرحيق


طبيعة بجمال الورود

الناظر ينظر ويتمتع

 الفراشات ترفرف فرحة

جمال ألوانها يشرق

تحط على الأزهار 

رحيقها طعم تتذوقه

تلهو

 تفرح 

تتراقص

النحل يبدأ بالعمل

يرفرف لبرودة عسلٍ

غذاءه للبشر 

الأشواك تُكسَرٍ 

طعم بالمذاق يُنسيك

الضجرُ

تَمتَع فتحلو الحياة 

بحكايات صنعِ العسل

سرٍ أعطاه الخالقُ 

تحَيَّر علماء الوطن

خلية بمملكة الحب تعيش

ملكةٌ حراسها بلا ملل

جنود بالأدوار للعمل

كلما يقطف رحيق

تتغنى الأجنحة برفرفات

أنشودة لعشقِ النحلِ

 ورودٍ

ألوانها تُزيغ البصر ُ

تنعم أيها الإنسان

 فإن خالقك

وهبك النعم

فتنعم واحمي

 الجسد


لوم العتاب بقلم محمد السيد السعيد يقطين

 لوم العتاب


منها إليّ

والقلب ذاب

من لهفتي 

يا ويلتي 

أدمنتها

كانت هنا

حطمتها 

وظنوني أني قتلتها

 فوق السحاب 

بحر الغمام

قطعت نفسي لأجلها 

لتعود روحي لعهدها

ودموع عيني كلها

لو زار قلبي طيفها

أين التي أحببتها

بالأمس كانت خلتي

سرقت فؤادي ومهجتي

تركتني وحدي بدنياي

وأبدلتني عذابا بجنتي

أحبها

وتلومني

بقلمي محمد السيد السعيد يقطين .مصر


باسمة الأريج بقلم إدريس البوكيلي الحسني

 باسمة الأريج


انطلقي يا باسمة الأريج

ويا أريجا بثغر من رحيق

انثري عبيرك ونداك في روحي

واجعليها أنفاسا تسري في عروقي

تشفي ببركاتك وبلسمك  جروحي

حوليها أنهارا تروي عطشي..

حرماني.. وجفافي

شلالا دافقا تغتسل من نوره أنفاسي

تتفتح به مسامي زهورا في كل  الأماسي

ارفعيها  شعارا من فل وياسمين

يبعد  عني الأسى والأنين

ذكريني بآااهات الفردوس والحنين

رتلي بثغرك أهازيج الحب والصفاء

واروي كيف رقصنا على أنغام الوفاء

ولا تذكريني بلحظ البعاد القليل

فانا مغرم بماضينا الجميل

لا تذكريني وأنا وسط ليلي البهيم 

وحيدا يقتلني الليل الطويل

فهل تظنين أن أماسينا لا تعنيني؟!!

 قولي للأنام أنت مناي وقريني

 أنت فجري الآتي..

أنت خيري في الأرض ونباتي..

 أنت الزهور..  والطيور.. والشريان.. أنت  البحر بخيراته .. 

والشعر بخياله..

 والغرض بغزله وهيامه..

 انت وردة الحب السرمدي..

 والغرام الذي لا ينتهي...


        إدريس البوكيلي الحسني

                    المغرب



الصمت يكفي بقلم سليمان كامل

 الصمت يكفي

بقلم // سليمان كامل

*******************

قولي أو

لاتقولي أحبكَ

فهمسكِ

بالحب يكفي


إني عشقتك

بلا شرط

فصدى نبضكِ

للقلب يُشفي


كم على

أهدابك

نظرتي تهيم

وتغفي


أتلمسها

أتتبعها

أغوص فيها

ولو ألقى حتفي


فما أنا إلا

نبضة جائعة

وعطشى لحبك

إن لبيتها تدفي


أنا بين يديك

طفل

تائه

ألوذ بحرفي 


لعلي ألقاك

لعلي أشتم

عبيرك من مداد

العطر بالطرف


أنا السؤال

وأنا الإجابة

وإن لم تقولي

فالحب شغفي


قرأتها بعينيك

بلمسة من يديك

وبظلك الذي

يبدي ويخفي


ومن لحن صوتك

إن فاض عذوبة

حين يبدأني

الحديث وينفي


قوليها

أو لا تقوليها

أحبكِ

فالصمت يكفي

*******************

سليمان كامل

الأربعاء 

2024/8/28


أمطرني صمتك يا امرأة بقلم هيثم بكري

 أمطرني صمتك ياامرأة

أجمل أفكاري

وأزهرت الكلمات

على شفتي 

في الحب أعذب 

أشعاري

و اغتسلت حروفي

بطهر همساتك

وسالت

 على السطور في هواك

أنهاري

وفي عينيك تاهت

مراكبي وسفني

و في عينيك إلتقت

أقداري

ياللتضاد في أقداري

ضياع ولقاء

وليل طويل هو نهاري

يا سفينة اﻷقدار

أينما تشائين خذيني

فالجنة في هواها 

تتلظى بناري


المحامي هيثم بكري


أفق بقلم حافظ القاضي

 .    أفقٌ جميل  (رباعيات)


أفقُ جميلُ  گُلٌ ، يُراوِد  حلْمهُ ،

وَ يعِيشهُ  فِيْ ، ملعبِ  الأقدار .

حلمُ يدافع  كُلّ ، لحظَ  بلحظه،

وَ گواثِقٍ  ، ذا  الفارِسِ المِغوَار .


هَذا يقاوِم  يومَ ، عسر  يصِيبه ،

بِهزائِمٍ    لَو  ،  يُعلِيَ    الأسوار ،

زيحَ الشِواكِ يفِيد،سهلَ طرِيقِهِ ،

و يُضِيئهَا   لَو  ،  أُطفِئَت  أنوَار .


كُلّ   لِيزرعَ   بَاقَ ،  ورد   بقلبِهِ ،

بِشميلَةٍ    و لينتقِيْ  ،   الأخيار .

وبِذِيْ المحبة ذي، طيور بِسربِهِ ،

لِسلَامِهِم   ،  فليُكمِل   المشوار .


أحداثَ  تُروَىْ ذا ، لِجِيل يعيبه ،

شٍحّ  التجاربِ   ،  لَيلةَ  الإعصار .

نكُن  المِثالَ  مِن ، أمور   تخِيبِه ،

لِنحِيدهُ    مِن  ،  كِلفةِ   الأضرار .


د. المهندس حافظ القاضي /لبنان.


اشتياق بقلم مارينا أراكيليان أرابيان

 أشتياق


أُبدي التجاهلَ والفؤادُ عليلُ 

والنومُ في ألمِ الفِراقِ قليلُ 


لو تعلم الدُنيا بألام الهوى

لبَكَت عليَّ حمائمٌ وخميلُ


واظْلمّتْ الدُنيا نهارا وأنزوى 

بدرٌ وغار النجمُ وهو قتيلُ 


الصبرُ مات مُرمَلاً بِدمائهِ

والدمعُ في جَزعِ الفِراقِ جميلُ 


يأتي عليَّ الليلُ وجها شاحبًا

والعينُ من كُثرِ الدُموعِ أفولُ 


فتسافر الأفكار مثل نوارسٍ 

نحو الحبيبِ وما هناكَ وصولُ 


هل أنه مثلي يعيشُ بعالمٍ 

من ذكرياتٍ والغرامُ ذبولُ 


وهمٌ، خيالٌ، هل هناك نهايةٌ 

للبُعدِ كي يتحَققَ المأمولُ 


ياربُّ حننْ قلبَ من أحببتهُ 

فالعمرُ من دونِ الهوى مقتولُ


بقلمي 

 مارينا أراكيليان أرابيان

Marina Arakelian Arabian


النحلة و الزهرة ٤٧ بقلم إبراهيم العمر

 النحلة والزهرة - ٤٧

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تفني النحلة عمرها القصير

تتنّقل في البراري والبساتين,

تلثم ثغر الزهور,

لا ترضى مكانا غير جبين الجبل

وصدر السهول,

لا تكلّ ولا تستريح

لتجني خلاصة الثغور,

لا تتذمّر ولا تستاء

لتجمع الدواء الشافي لكل داء,

وتصنع الأمل ليائسين

لا تعرفهم ولا تربطها بهم أيّة صلة,

قد يكونون من الناس الذين يكرهون النحل,

لسعة صغيرة تنهي حياة النحلة

ورغم ذلك فهي لا تتردد

في لسع من يقترب من الإكسير

الذي تمنحه دون مقابل.

أمثولة رائعة في التضحية والحب والعطاء,

عاشقة صغيرة بحجم النحلة,

عشيقة برية بحجم الزهرة,

كيف ولدت تلك العلاقة الحميمة بينهما؟

ما هو سر تلك اللثمة بين غريبين

يلتقيان بلمحة ويفترقان بلمحة؟.

تمضي الزهرة حياتها في الإنتظار,

وحياة النحلة لحظات تنّقل وعبور,

من زهرة الى زهرة,

لحظة لقاء لزهرة في كامل الجمال والأناقة والنضوج,

لمسة بين الثغور وينتهي اللقاء,

تنتهي القصة,

تنتهي حياة الزهرة,

وتنتهي حياة النحلة.

هل من الممكن أن يعيش النحل في بيئة ليس فيها زهور؟

هل من الممكن للزهور أن تنبت وتتكاثر وتنضج

تفوح بالعطر وتعبق بالعبير

دون تلك اللمسات السحرية

من تلك النحلات البرّية؟

ترى هل هناك, بين أبناء البشر,

من يحتذي بالنحل والزهر؟

هل هناك, من أبناء آدم وحواء,

من يمتلك تلك المقدرة

على التضحية والحب والعطاء؟.

إذا كانت المشاعر حقيقية

الكلمات سوف تكون صادقة,

وستقصد الخطوات الطريق الصحيح,

ستصل الى القلب

مثلما تصل النحلة الى الزهرة,

إذا كانت المشاعر حقيقية

العلاقات سوف ترتدي من خيوط النور,

ستتقيّد بالأنظمة والشرائع والقوانين,

سيعمّ الخير على العالمين,

سيتقلّص حجم المعاجم والقواميس,

سيتخلّص العالم من غالبية المعالجين النفسانيين,

ستغلق أكثرية معامل الأدوية والعقاقير.

هناك علاقات مميزة بين النحلة والزهرة والمكان والزمان,

هناك علاقات متينة ثابتة محددّة,

هناك تجاذب وأسرار ومراسيم وألوان ونكهات وعطور,

هناك تراكيب ونسب ومعايير وفلكلور

هناك دفء وتعاطف وملامسة وطنين,

هناك تزاوج وإرتعاش ومتعة ونشوة وحنين,

هناك إفرازات ومزج وتصنيع وتخزين

في علب مسدّسة من الشمع والمواد الحافظة

متطابقة في الشكل والحجم والمقاييس.

عالم متكامل في غاية الدقة والإتقان,

غير منظور وغير محسوس

لدى الغالبية العظمى من الكائنات.

تضحية بحجم الموت,

عطاء بحجم الحياة,

لقاء بعمر اللحظة,

إنتظار بعمر السنين,

فراق بحجم اليأس والضياع والعدم والفناء,

إكسير حلو المذاق

بطعم الصحة

ونكهة الإبتسامة

ولمسة الشفاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

إبراهيم العمر


ماذا لو بقلم حنان المملوك

 ✍ماذا لو 

""""""""""""""""

ماذا لو ! خطفك القدر مني ؟

كنت أشرت بيدي لوتيني  

كي يستردك منه كل وقت وحين  

يجرى بك بعيدا فتراك عيني  

بسبق إصرار وترصد مني 

لن يبعدك عني أنس ولا حتى جني 

لن تثنيني الأيام 

عن اللحاق بأميري  

فالنور من خلاله حلم يستهويني يغطيني برموش ليل يطويني    

يتجلى بطيوف قريني 

سكون وهدوء يستنطق حنيني 

بين أوراق ياسمينة 

رائحتها تحييني 

فأسدل ستائر روحي بجنوني   

خوفا من عيون عزال تؤذيني 

فالحب غالب على أمره 

وأمري يسري بتدفق شراييني   

طوع يميني 

تحت أمرتي مشاعر تتحدى

تجاعيد سنيني 

لن يشغلني عنك شيء 

ولن تبعدني أشياء لاتعنيني 

فالمعاني بلغتي تقرأني 

تشرح صدري بلحن خالد يلحنني 

ويغنيني 

يستحوذ على لحن رنيني   

يهمس بأذني بصوت يناديني 

آتاني حبه على استحياء غازلني  

شبكني بخيوط ترانيمي 

خطفني بقوة نوره المستبين ....


✍بقلمي حنان المملوك ٢٨/٨/٢٠٢٤


أطوع عسرها بقلم محمد الدبلي الفاطمي

 أُطَوِّعُ عُسْرَها


كَوَتْني الأحْرُفُ الخَرْساءُ كَيّا 

بما حَمَلَتْ مِنَ السَّلْوى إلَيّا

أتتْني فِكْرَةً فَسَقَتْ خَيالي

وأمْستْ في الأماني كالثُّريّا

تقودُ قريحتي بالسَّرْدِ نَظْماً

وفي لُغَتي وجَدْتُ الذّهْنَ حيّا 

أُطَوِّعُ عُسْرْها أدباً وفِقْهاً

وأصْنَعُ مِنْ بلاغَتِها رُقِيّا 

متى ما أمْتَطيها مُسْتَجيباً

تجيئُ بما ابْتَكَرَتْ سَنِيّا 


بِعِلْمِ النَّحْوِ يتَّسِعُ الفَضاءُ

فَيُرْفَعُ عنْ بَصائِرِنا الغِطاءُ

وكيفَ سنَهْتَدي مِنْ غَيْرِ نَحْوٍ

ولا صَرْفٍ يُبَيِّنُ ما نَشاءُ

عَلَيْنا أنْ نَعودَ إلى صراطٍ

يُعَبِّدُهُ التّعَقُّلُ والعَطاءُ

نُجَدّدُ بالمُتابَرَةِ المعاني

على نَحْوٍ يُشَيّدُهُ البِناءُ

وإنّ العِلْمَ في الظّلْماءِ نورٌ

وقدْرُ المَرْءِ ما صَنَعَ الأداءُ


محمد الدبلي الفاطمي


على ضفاف الحرف بقلم معمر حميد الشرعبي

 على ضفاف الحرف نبني الود 

محروساً بوجدان المحبة 

كل آفاقي امتنانٌ

 لأجلكم أنتم أحبة

كيف لا أذكر أحباباً

رافقوا للقلب حُبه 

كل ودٍ من فؤادٍ

عاطر الشوق أصُبه

في حقول من وفاءٍ

عبر طيرٍ جاء وسربه 

فلكم مني احترامي

خير أحباب وصُحبة


بقلم الأستاذ معمر حميد الشرعبي


هل جربت ؟؟ بقلم محمد أبو ياسين

 هل جربت و أنت جالس في مكان ما ، و فوق المنضدة التي أمامك كأس من البلور ، في حركة غير متوقعة لازلت لا تذكر كيف بدأت يتدحرج ذلك الكأس ليأخذ طريقه مترنحا على حافة السقوط ، ثم ينزل مسرعا ليتهشم على أرضية  المكان !!!

لم يكن الحدث غريبا ، فمن طبيعة كل سقوط لأي جسم هش هو أن يتحطم ، و لكن الغريب ذلك الشعور الذي قد إنتابك و أنت تراه يسقط أمامك و أنت جامد الحركة كالتمثال ، عيناك و قلبك و عقلك يتفاعلان بمحاولة إنقاذه بنسج شعور هائج يريد أن يصدر صياحا و صوتا عاليا بأن تمتد راحتيك مسرعة للإمساك به قبل إنحداره الأخير ، و لكن الغامض في الأمر هو ذلك الجمود الذي إنتابك و كيف تعطلت جميع أدوات الحركة لديك و لم تجرؤ حتى على محاولة يائسة ، لقد تسمرت في مكانك و قد حكمت عليه بالإعدام كسرا و هو مازال على الطاولة منذ حركته الأولى و تعاملت معه بسلبية لدرجة أن عيناك بقيت تنتظر فقط إكتمال الصورة لديك و هو جمع حطام الزجاج بعد السقوط .

هذه الحالة قد تستنزف الكثير من الحبر عند علماء الأمور  النفسية ربما أطباء الأعصاب ، لكن من يمر بتلك اللحظة حقيقة لن يجد لها الإجابة الشافية . لأن ما تم كان فيه تعطيل عن الوعي و الإدراك .


✍️  محمد آبو ياسين  / تونس


عيون الليل بقلم ابراهيم علي حسن

 عيون الليل

قلتِ: جميلٌ هو الغُروبُ

لكِنَّ عَيْنَيْكِ أَجْمَلْ

أَجْمَلْ مِنْ ذِكْرَيَاتِي

من كل لحظاتي

قلتِ :جميلٌ هو الغروبُ

لكِنَّ أجملَ منه عذابي في الدروب

حين يهبطَ حزنُ الليلِ فوقَ الأشجارِ

يصمتُ الطيرُ عن غنائه

وترنُّ الأمطارُ

يختبئُ بينَ أوراقِ الغصونِ المبتلةِ

أو يتوارى في شقوقِ الأحجارِ

أمَّا أنا فأينَ أهربُ منكِ؟

وأنتِ تقتلينني بسحرِ عينيكِ

منذَ أن تلاقينا عند مفترق الطريق

تحتَ سقفِ نهار حبك الخفيق

 

 بقلم /  إبراهيم علي حسن  * مصر *


حين أشرقت بقلم البشير سلطاني

 حين أشرقت 

تبسم الكون وتراقصت النجوم

لما فاضت عيناك دمعا وشوقا

ونزل الغيث على دروب الهوى

يسحق قحط السنين العجاف 

بكيت من حب قيل عنه الكثير 

أسكنته الفؤاد ولم أخبر الورى  

عنك ولا حلم أفصح  منك قولا 

انت براعة خلقت نسائم فجري

انت الشمس التي أغوت فؤادي 

أسقطنا العتاب وافرغنا الجحود   

ما كان لنا جرحا إلتأم بنار الهوى 

لا تخبرهم عن سر وجودنا ولا قدرنا  

ولدنا فقط لننغمس في مسافات الصمت

 والكلام تركناه عبئا وراء تلال القهر 

كم تناجينا في برزخ الأرواح  قبل اللقاء

نحن قلعة الحب وتمثال ولادة الأزلي    

من يلامس مكامن النقص وأشجاننا 

لا تكلمني عن جواز سفر بين عيناك 

خبأته لنغرف غرفة  من ضفاف النيل

تعاهدنا على العناق يوم نزوره يوما 

لا تخبريهم عن موعدا رسمناه  يسكننا 


بقلمي : البشير سلطاني


الدنيا بقلم عبدالمنعم مرعي

 الدنيا

الدنيا مالت وفيها مالت

نفوس الناس

الدنيا مالها اي ذنب

الذنب ذنب الناس 

نفوس ضعيفه وقلوب خبيثه

جرت لشرب من نفس الكاس 

نافق واكذب وانت فيها

مالك اصل ولااساس 

هتكسب وتربح وهاتكون

من أعالي القوم ياسيد الناس

يالي قلبتوا ميزان العدل 

واصبح العدل 

في دنيتكم ماله اي اساس

وبتقولوا لوتتكلم هاتنداس 

عايز تشوف جرب بنفسك

هتاخد علي راسك بالمداس 

وعجبي عليكم يابشر

راح فين منكم الاحساس

واصبحتوا بلا طعم ولون 

ولااي شئ فيكم له اساس

ياة منكم وبرية يالي

 قلبتوا ميزان العدل 

والعدل راح في دنيتكم

مابقاله  اساس

العدل فين يامحكمه

في الارض ولا في السماء

ياااااارب حكم فينا شرعك 

وحكم فينا دينك لجل تصحى

وتفوق كل البشر والناس

بقلم عبد المنعم مرعي


من القرية إلى المدينة بقلم فؤاد زاديكي

 مِنَ القريةِ إلى المدينةِ

بقلم: فؤاد زاديكى

قصّة قصيرة

في إحدى القرىِ النَّائيةِ، كانتْ تعيشُ عائلةٌ بسيطةٌ مكوَّنةٌ منْ أبٍ يُدعى سليمٌ، و أمٍّ تُدعى فاطمةٌ، و طفلينِ صغيرينِ. كانتْ حياتُهمْ هادئةً، يسودُها السَّلامُ و البساطةُ. لكنْ، في يومٍ منَ الأيَّامِ، جاءتهمْ أخبارٌ سيِّئةٌ بأنَّ سدًّا قريبًا قدِ انهارَ، و سرعانَ ما بدأَتِ المياهُ تغمرُ القريةَ. اضطرَّتْ العائلةُ إلى تركِ بيتِها و الهربِ باتجاهِ المدينةِ بحثًا عنِ الأمانِ.


وصلتِ العائلةُ إلى المدينةِ الكبيرةِ و هي في حالةٍ منَ الضّياعِ و الخوفِ. كانَتْ هذهِ المرَّةُ الأولى, التي يجدونَ أنفسَهمْ فيها محاطينَ بمبانٍ شاهقةٍ، و ضوضاءِ السيَّاراتِ، و أناسٍ غرباءِ لا يعرفونَهم. حاولَ الأبُ سليمٌ البحثَ عنِ عملٍ، لكنَّهُ واجهَ صعوبةً في العثورِ على شيءٍ يناسبُ مهاراتِه. كانتِ الأعمالُ في المدينةِ تتطلَّبُ خبراتٍ لمْ يكنْ بحاجةٍ إليها في القريةِ.


أمَّا الأمُّ فاطمةُ، فقدْ شعرتْ بالحنينِ إلى بساتينِ القريةِ و الجوِّ الهادئِ, الذي كانتْ تعيشُ فيه. في المدينةِ، كانَ كلُّ شيءٍ سريعًا و صاخبًا. لمْ تكنْ تعرفُ كيفَ تتعاملُ معَ النّاسِ المختلفينَ، و بعضُهم كانَ يسخرُ منْ لهجتِها الريفيةِ.


بالنسبةِ للأطفالِ، كانتِ المدرسةُ الجديدةُ تحديًا كبيرًا. زملاؤهمْ في المدرسةِ كانوا يستهزئونَ بهمْ لأنّهمْ لا يرتدونَ الملابسَ العصريّةَ، و لا يعرفونَ الكثيرَ عنِ التكنولوجيا الحديثةِ. شعرَ الأطفالُ بالوحدةِ و الانعزالِ.


معَ مرورِ الوقتِ، بدأتِ العائلةُ تتكيَّفُ تدريجيًا معَ الحياةِ في المدينةِ. تعلَّمَ الأبُ سليمٌ مهنةً جديدةً كبائعٍ متجوِّلٍ، وبدأتْ الأمُّ فاطمةُ تعملُ في تنظيفِ المنازلِ. و رغمَ كلِّ الصّعوباتِ، حاولوا الحفاظَ على قيمِهمْ و تقاليدِهمْ.


لكنْ، لمْ يكنْ هذا الانتقالُ سهلًا. تعرَّضَ الأبُ للاحتيالِ أكثرَ منْ مرَّةٍ، و كانتِ الأمُّ تشعرُ بالإرهاقِ بسببِ العملِ الشاقِّ. كما أنَّ الأطفالَ احتاجوا إلى وقتٍ طويلٍ للتّأقلمِ معَ البيئةِ المدرسيّةِ الجديدةِ. ومعَ ذلك، لمْ تفقدِ العائلةُ الأملَ، و ظلّوا متمسّكينَ ببعضِهم البعضِ، متعاونينَ لتجاوزِ هذهِ المصاعبِ.


في النهايةِ، أدركتِ العائلةُ أنَّ الحياةَ في المدينةِ، رغمَ قسوتِها، يمكنُ أنْ تحملَ لهمْ فرصًا جديدةً إذا تعاونوا و ثابروا. و بدأوا يرونَ أنَّ لكلِّ تجربةٍ جانبًا إيجابيًا، حتى و إنْ كانتْ في البدايةِ صعبةً و مؤلمةً.

مع مرورِ الوقتِ، بدأتْ العائلةُ ترى بصيصَ الأملِ في الأفقِ. بعدَ أشهرٍ منَ الكفاحِ، حصلَ الأبُ سليمٌ على فرصةٍ للعملِ في متجرٍ صغيرٍ يبيعُ المنتجاتِ التقليديّةَ، بفضلِ إتقانهِ لبعضِ الحرفِ اليدويّةِ التي تعلّمها في القريةِ. بمرورِ الزّمنِ، أثبتَ جدارتهُ و بدأَ يكسبُ ثقةَ الزبائنِ، حتى أصبحَ مسؤولًا عن المتجرِ. ازدهرتْ أعمالُهُ، و بدأَ يتعاونُ معَ بعضِ أصحابِ المتاجرِ الأخرى في تقديمِ منتجاتٍ فريدةٍ تعكسُ تراثَ قريتِه.


أما الأمُّ فاطمةُ، فقدْ قرَّرتْ أنْ تستخدمَ خبرتَها في الزراعةِ والطهيِ التقليديِّ في مساعدةِ العائلاتِ الفقيرةِ في المدينةِ. بدأتْ تعملُ معَ جمعياتٍ خيريةٍ لتعليمِ النساءِ فنونَ الطّهيِ الصّحّيِّ و زراعةِ بعضِ الخضرواتِ في حدائقِ المنازلِ الصغيرةِ. لمْ تكتفِ بذلكَ، بلْ أسَّستْ مبادرةً لتوزيعِ الطعامِ على المحتاجينَ في الأحياءِ الفقيرةِ. معَ الوقتِ، أصبحتْ معروفةً في المجتمعِ المحليِّ بنشاطِها الإنسانيِّ، و تحوَّلتْ إلى نموذجٍ يُحتذى بهِ في العملِ الاجتماعيِّ.


بالنسبةِ للأطفالِ، فقدْ تغيرتْ حياتهمْ أيضًا. على الرّغمِ منْ صعوبةِ التّأقلمِ في البدايةِ، إلّا أنّهمْ وجدوا أصدقاءً جددًا يشتركونَ معهمْ في حبِّ العلمِ و التفوقِ. تفوقَ الطفلُ الأكبرُ في دراستهِ و حصلَ على منحةٍ دراسيةٍ منْ مدرستِهِ، حيثُ أظهرَ نبوغًا في الرياضياتِ و العلومِ. بينما أظهرتِ الطفلةُ الصغرى موهبةً في الرسمِ، و أصبحتْ تشاركُ في مسابقاتٍ فنيةٍ و تفوزُ بجوائزَ تقديريةٍ.


بدأَتِ العائلةُ تشعرُ تدريجيًا بأنَّ المدينةَ لمْ تعدْ غريبةً كما كانتْ من قبلُ. أصبحَ لهمْ مكانٌ في المجتمعِ الجديدِ، و أصبحوا يقيمونَ علاقاتٍ جيّدةً معَ جيرانِهم. تعلّموا كيفَ يتكيّفونَ معَ إيقاعِ الحياةِ السّريعِ دونَ أنْ يفقدوا قيمهمْ و تقاليدهمْ التي جلبوها منْ قريتِهم.


في نهايةِ المطافِ، أدركتِ العائلةُ أنَّ المحنَ, التي واجهتها كانتْ جزءًا منْ مسيرةِ النّجاحِ. بفضلِ إصرارهمْ على التأقلمِ و العملِ الجادِّ، استطاعوا بناءَ حياةٍ جديدةٍ تملؤها السعادةُ و الاستقرارُ. لمْ يعدِ التناقضُ بينَ المدينةِ و القريةِ يُخيفُهم، بلْ أصبحوا يشعرونَ أنَّهمْ يجمعونَ بينَ أفضلِ ما في العالمينِ. في هذهِ التجربةِ، تعلَّموا أنَّ الصعوباتِ قدْ تكونُ في بعضِ الأحيانِ بابًا لفرصٍ لمْ تكنْ تخطرُ لهمْ على بالٍ.

بينما كانتْ الحياةُ تبتسمُ أخيرًا لعائلةِ سليمٍ، و تظهرُ بوادرُ النجاحِ و الاستقرارِ، حلَّتْ بهمْ مأساةٌ مفاجئةٌ هزَّتْ كيانَهمْ. أصيبَ الأبُ سليمٌ بمرضٍ مفاجئٍ، لمْ يمهلهُ طويلًا. و رغمَ كلِّ محاولاتِ العلاجِ، توفيَ الأبُ في إحدى اللياليِ الهادئةِ تاركًا وراءهُ حزنًا عميقًا و ألمًا لا يوصفُ. كانَ رحيلهُ صدمةً للعائلةِ التي كانتْ تعتمدُ عليهِ كثيرًا.


وجدتِ الأمُّ فاطمةُ نفسها فجأةً أمامَ مسؤولياتٍ ثقيلةٍ كانتْ تتقاسمهَا مع زوجها. كانتْ تعلمُ أنَّ عليها أنْ تكونَ قويةً منْ أجلِ أطفالها، رغمَ الألمِ الذي يعتصرُ قلبَها. تحمَّلتْ الأمُّ الصّدمةَ و صمّمتْ على مواصلةِ الطّريقِ الذي بدأهُ زوجُها. قررتْ أنْ تستلمَ إدارةَ المتجرِ بنفسها، رغمَ عدمِ خبرتها الكبيرةِ في هذا المجالِ، لكنَّها تعلَّمتْ سريعًا و استعانتْ ببعضِ الأصدقاءِ المخلصينَ الذينَ وقفوا بجانبها.


استمرَّتْ فاطمةُ في عملها الاجتماعيِّ و الإنسانيِّ رغمَ حزنها العميقِ، معتبرةً أنَّ مساعدةَ الآخرينِ هي الطريقةُ الوحيدةُ للتخفيفِ منْ أوجاعِها. كانتْ تجدُ في العطاءِ سبيلاً لتكريمِ ذكرى زوجها، الذي كانَ دائمًا يؤمنُ بالخيرِ و البذلِ.


الأطفالُ أيضًا تأثروا بفقدانِ والدهم، لكنَّهمْ وجدوا في حنانِ أمِّهم و دعمِها الدائمِ قوةً لمواصلةِ حياتهم. استمرَّ الابنُ الأكبرُ في دراستهِ الجامعيةِ، مصمّمًا على تحقيقِ النّجاحِ, الذي كانَ والدهُ يحلمُ بهِ. أمَّا الطفلةُ الصغرى، فقدْ أصبحتْ أعمالها الفنّيّةُ تعكسُ مشاعرَ الحزنِ و الفقدانِ، لكنّها كانتْ تجدُ في الرسمِ عزاءً و سبيلاً للتعبيرِ عنْ مشاعرها.


مع مرورِ الوقتِ، و على الرغمِ منْ ثقلِ المصاعبِ، بدأتْ العائلةُ تستعيدُ توازنَها. استطاعتِ الأمُّ فاطمةُ أنْ تحافظَ على استقرارِ الأسرةِ و تربّي أطفالَها على القيمِ, التي زرعها فيهم والدهم. كانتْ دائمًا ترددُ لهم أنَّ الحياةَ، رغمَ قسوتها، تستحقُّ أنْ تُعاشَ بالإيمانِ و الأملِ.


و هكذا، و بالرّغمِ منْ الفقدِ الكبيرِ، استطاعتْ العائلةُ أنْ تتجاوزَ أحزانها. بقيتْ ذكرى الأبِ سليمٍ حيّةً في قلوبِهم، و كانتْ تُلهمهمْ لمواصلةِ الطريقِ و تحقيقِ ما كانَ يسعى إليه. أصبحَتْ قصةُ هذهِ العائلةِ مثالًا على القوةِ و الصبرِ في مواجهةِ المحنِ، و كيفَ يمكنُ للإيمانِ و الإرادةِ أنْ يغلبا التّحدياتِ، حتى في أحلكِ الظّروفِ.


مشاركة مميزة

الموءودة بقلم محمد جعيجع

  المَوْءُودَةُ  : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ  مَوْءُودَةٌ أَنَا .. أَنَا مَوْءُودَةْ ... وَ الْأَهْلُ عَيْنٌ فِي الْكَرَى مَشْهُود...